بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فور وصوله الى عمان قادماً من شرم الشيخ، مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني جلسة محادثات ثنائية في الديوان الملكي الهاشمي «تناولت الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط وجهود إحلال السلام والاستقرار فيها، اضافة الى آليات تفعيل علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات». وجدد الزعيمان التزامهما «مبادرة السلام العربية» ورفضهما التدخل الخارجي في العراق ولبنان.

وكان خادم الحرمين الشريفين، وفي اول زيارة رسمية لملك سعودي الى الاردن منذ نحو عشرين عاماً، لقي استقبالاً رسمياً وشعبياً حافلاً، تقدمه الملك عبدالله الثاني وكبار المسؤولين، لدى وصوله في زيارة رسمية تستغرق يومين سيستقبل خلالهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيطلعه على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ونتائج قمة شرم الشيخ.

وحرص الاردن على الاحتفاء بالموكب الملكي باستقبال شعبي بدأ من بوابة المطار مروراً بالشوارع الرئيسة وصولاً الى القصر الملكي.

كما سارت في مقدم الموكب الملكي، لدى توجهه الى القصر، سيارات «الموكب الأحمر» التي عادة ما يستخدمها العاهل الاردني في المناسبات الرسمية والاحتفالات الوطنية، كما رافقت الموكب كوكبة من فرسان الخيالة رافعين العلمين الأردني والسعودي.

وأفاد بيان، اصدره الديوان الملكي الاردني، «أن الزعيمين اكدا الحرص المشترك على تفعيل التشاور والتنسيق بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويصب في تعزيز وحدة الصف والتضامن العربي في مواجهة التحديات والظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة».

وجدد الطرفان «التزام الاردن والمملكة العربية السعودية بمبادرة السلام العربية التي تعكس رغبة العرب الحقيقية في التوصل الى سلام دائم ينهي حالة الصراع مع اسرائيل ويمكن الفلسطينيين من اقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة». وحذّرا من التداعيات الخطيرة «التي آلت اليها الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، مؤكدين ان استمرار الانشقاق والانقسام الداخلي الفلسطيني لا يخدم المصالح الوطنية الفلسطينية وفي مقدمها زوال الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ما يوفر لاسرائيل الحجة والذريعة للتهرب من استحقاقات السلام».

وأكد خادم الحرمين الشريفين والعاهل الاردني «مواصلة دعمهما لوحدة الموقف الفلسطيني لتمكين الجانب الفلسطيني من ان يكون شريكاً فاعلاً وقوياً في عملية السلام». واعربا عن «قلقهما من تدهور الأوضاع الإنسانيّة وتراجع دور المؤسسات الخدماتيّة في الأراضي الفلسطينية وفي قطاع غزّة خصوصاً ما يستدعي العمل لرفع المعاناة عن سكان القطاع وتحسين ظروفهم المعيشية». وذكرت وكالة «فرانس برس» ان خادم الحرمين الشريفين وعاهل الاردن تعهدا «مواصلة دعمهما للشرعية الفلسطينية المتمثلة بالسلطة الوطنية ورئيسها محمود عباس لتمكين الجانب الفلسطيني من ان يكون شريكاً فاعلاً وقوياً في عملية السلام». وبحث الجانبان ايضاً في سبل «تفعيل التنسيق العربي» مع «الرباعية الدولية» لتحريك العملية السلمية وصولاً إلى مفاوضات سياسية جادّة «ذات هدف نهائي واضح بين الفلسطينيين والإسرائيليين وضمن جدول زمني محدد».

وفي شأن الوضع في العراق ولبنان دعا الزعيمان الى اعتماد «لغة العقل والحوار لأنها السبيل الأمثل لتحقيق الوفاق الوطني وانقاذ العراق ولبنان من الظروف الصعبة والخطيرة التي يمران بها حالياً». وجددا رفض الأردن والسعودية لأي تدخل خارجي في الشأنين العراقي واللبناني.

وتناولت المحادثات الثنائية «البحث في آليات تمتين علاقات التعاون الاردني - السعودي في شتى القطاعات والمجالات وبما ينعكس ايجاباً على شعبي البلدين الشقيقين ومصالحهما المشتركة».

وأعرب الملك عبدالله الثاني عن تقدير الاردن وشكره للمملكة العربية السعودية على دعمها ومساندتها الاردن لتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي نجمت عن الارتفاع الهائل في اسعار المحروقات ما ساعد في تنفيذ البرامج التنموية في مختلف الميادين. وكانت العلاقات الأردنية - السعودية، شهدت في السنوات الأخيرة، تطوراً ونمواً كبيرين في مختلف المجالات، ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي إلى نحو بليون دولار. كما يرتبط البلدان بعدد كبير من الاتفاقات وبرامج التعاون في الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصحية والتعليمية والسياحية وغيرها.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)