تصوروا ان توني بلير سيتم تعيينه موفدا خاصا لعملية السلام في الشرق الاوسط وبمثابة مندوب دائم للجنة الرباعية الدولية وهذا الرجل خرج من رئاسة حزب العمال والحكومة البريطانية بطريقة فيها الكثير من الشوائب وعلامات الاستفهام وهو ما عكسته التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها بريطانيا.

ولا حاجة للتأكيد ان المقصود بتعيين بلير في هذه المهمة هو من اجل تحويل عملية السلام الى اطار يمكن اميركا واسرائيل من الانقضاض على ما تبقى من باقي هذه العملية وبالتالي محاولة دفع الفلسطينيين والعرب الى التوقيع على صك استسلام كامل. ذلك ان توني بوش لم يكن في يوم من الايام رجل سلام بل هو رجل حروب ومغامرات عسكرية وخير دليل على ذلك هو مشاركته المباشرة في احتلال العراق بالرغم من معارضة الشعب البريطاني لذلك. وتقديمه الكثير من الدعم المادي والسياسي والمعنوي لاسرائيل لكي تواصل سياسة تكريس الاحتلال وشن الاعتداءات على رجال المقاومة في لبنان وفلسطين.

ورجل كهذا يمتلك مواصفات ذات نزعة عسكرية وحربية لا يجوز ان يتسلم ملف السلام في الشرق الاوسط لأنه لن يفعل سوى ابعاد المنطقة عن هذا السلام ودفع الامور نحو مزيد من التعقيد والتصعيد خاصة وان رئيس وزراء بريطانيا السابق لا يخفي تعاطفه القوي مع اسرائيل ومع ما يصفه بمأساة الشعب اليهودي والاضطهاد الذي لحق به على يد النازية وضرورة ان يشعر بالأمان والسلام.

مصادر
الوطن (قطر)