يحاول بعض مثقفي المعارضة السورية (بين قوسين) الإيحاء بأنهم مساكين ومغلوب على أمرهم! فهم - على حد زعم البعض منهم - لا منبر لهم في الوطن كي يكتبوا فيه أفكارهم، وهم أيضاً مدقعون في الفقر إلى الدرجة التي لا يجدون فيها قوتهم وقوت عيالهم جراء حصار السلطة لهم!!.. وتطول لائحة التظلم التي دأب بعض رموز المعارضة على تسويقها كنوع من جلد الذات أولاً، وكنوع من جلدنا نحن مثقفي الظل (إذا صحت التسمية) ثانياً.. ولكن تعالوا نحسبها جيداً.. دون أن نتهم طبعاً أننا خرجنا من ظلنا، وأصبحنا ظلاً للسلطة كما قد يروج أمثال هؤلاء!!

العديد ممن يحسبون على المعارضة الثقافية يتمتعون بمكانة اجتماعية واقتصادية يحسدهم عليها أبناء الظل أمثالنا، فهم يتمتعون بسفر دائم إلى البلدان الأوروبية لحضور المؤتمرات والندوات، إضافة إلى أن بعضهم يلقى دعماً معنوياً ومالياً تحت مسميات مختلفة (ثقافية، فكرية، تنويرية، حقوق إنسان، مجتمع مدني.. الخ).. والأغرب من ذلك أن عدداً من الأسماء المعارضة تتواجد في أماكن من فئة الخمس نجوم وما فوق.. دون أن تنسى ندب حظها التعيس لعدم قدرتها على ترويج أفكارها، نتيجة الحصار المفروض عليها من السلطة، وأقصد السلطة الفرنسية المحببة كثيراً، أو في أسوأ الأحوال سلطة الجرجير.. المعروف بفوائده السلطوية الفذة!!

هذا عن المعارضة في الداخل، أما معارضة الخارج فهي أقل قيمة من أن أستهلك حبراً وطنياً في الكتابة عن بعضها... والمشكلة تكمن بتعداد فوائد المحسوبين على السلطة، فهنا تبدو عملية الحساب معقدة قليلاً.. إذ أن السلطة تعتبر أن الانتماء لها واجب ثقافي لا أكثر.. ولمرة واحدة فقط تعالوا نحسبها جيداً.