يا لهذا الكم من التهلل الذي رافق ( خبرية ) الافراج عن جزء وثائق وكالة المخابرات الاميركية ، وذلك اكراما لثابت من ثوابت الديموقراطية الاميركانية الا وهو حرية المعلومات ، وحفاظا على العقد الاجتماعي الذي يربط الادارة الاميركية مع شعبها تحديدا وفقط ، لدرجة ان المرء يغبط الشعب الاميركي على هذه الوكالة الشفافة التي لا تتصرف أي شيىء الا بعلمه بما فيه اخفاء المعلومات ... ياللهول كم هي شريفة هذه الادارات الاميركية المتعاقبة وشفافة وخدومة وخيرية ، لولا ما يعتريها من بعض هنات هنا وهناك ولكن لا تفسدها ولا تفسد نواياها .

هذه الهنات الصغيرة والتافهة ما هي القذارة ذاتها والجريمة بشحمها ولحمها ، ما هي الا المؤامرات الخطيرة والدموية واللعب بقوت الناس البسطاء ، ماهي الا السجون السرية والاختطاف والقتل المأجور ماهي الا شبكات الدعارة السياسية وابتزاز من يبدر منه نقطة ضعف واحدة ، انها ال سي أي أيه ، بطلة هوليود القصوى ، انها الصاروخ الذي يتبارى مع طفل ، انها شرف القوي عندما ينازل الضعيف بعد ان يتأكد من ضعفه او يتأكد انه اضعفه .

باختصار انها ثقافة الولايات المتحدة الاميركية التي تريد تعميممها على البشرية جمعاء ، القتل ثم القتل ومن بعده القتل ، مستعيدة انذل ما في العنصرية من مبادىء ، قتل الضعيف وازالته دون الخضوع الى أي من المعايير التي توضح للأنسان انسانيته ، وبعدها تتساءل من اين اتت 11 سبتمبر ؟
اتت من خطابها الثقافي الذي يصر ان يكون الآخر ضحية وفقط ضحية لأنه ومن باب الثقافة العنصرية لا يحق لأحد ان يجعل منها ضحية ، حتى لو كان المثال الفيل والدبور .

لقد افتتحت الولايات المتحدة وال cia احدى ادواتها شريعة الغاب المعصرنة والممدينة ولا تنفع هيروشيما مثالا امام ابادة الهنود الحمر الذين يحتاجون الى الافراج عن معلومات عدد قتلاهم كي تأسس على عظامها مكاتب العار غير المحسوس
ربما كانت الملفات المفرج عنها تشكل عار على جبين اية امة تحترم اولا تحترم ذاتها ولكن مع ( الستيتس ) فهناك ضحكة صفراء قميئة وبشعة تقول متحدية وبشماتة تقول ماذا تستطيعون ان تفعلوا معنا؟؟!!

هنا السؤال الخطير الذي طالما نسيه الاميركان ... ماذا يستطيع المقهورون ان يفعلوا معك ؟؟
لاشيىء .. لآشيىء البتة ... طالما أخذت العالم كله رهينة ، وتهددين بأفناء العالم ( في كل الاحوال لقد افنيت اخلاقه ) ، لا يسع المقهورين الا ان يقلدوا دبورا قرص فيلا في عينه ... وللحديث صلة.