"خالد الاختيار

أيام المشاريع السورية-الأوروبية"

اعتبرت السيدة بيانكا بويملر مسؤولة الإعلام والاتصالات في بعثة المفوضية الأوروبية في دمشق أن العلاقات الثنائية بين سورية والاتحاد الأوروبي تحقق تقدما ملموسا, وأن الفتور الذي ساد هذه العلاقات في الفترة الأخيرة قد يتحول بالنظر إلى التطورات والمستجدات الإقليمية الراهنة إلى نوع من الوعد ببداية جديدة.
وقالت السيدة بويلمر في تصريح لـ(سورية الغد):"أعتقد أن العلاقات الأوربية-السورية تشهد تحسنا ملموسا مقارنة بما كان الحال عليه قبل سنتين مثلا، وجميعنا يذكر تلك الزيارات التي قام بها مسؤولون في البرلمان الأوروبي لسوريا في الفترة الأخيرة".
وبينت بويلمر أن "ثمة دلائل تؤشر لاهتمام بانطلاقة جديدة نحو علاقات أفضل بين الطرفين، و في هذا السياق بالذات تندرج زيارة المنسق الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوربي السيد خافيير سولانا لدمشق منذ بضعة أسابيع، حيث شكل وجوده هنا دلالة على أن العلاقات بين الجانبين في تحسن مطرد".
وجاءت تصريحات بويلمر في إطار المعرض الذي أقامته بعثة المفوضية الأوروبية في دمشق للترويج للمشروعات والبرامج التي يقوم الاتحاد الأوروبي بدعمها وتمويلها بالتنسيق مع الحكومة السورية، حيث عقد على مدى يومين في مركز رضا سعيد للمؤتمرات في جامعة دمشق تحت عنوان (أيام المشاريع السورية-الأوروبية).
وكان السفير فاسيلس بونتوسوغلو الذي تسلم مهام منصبه كرئيس لبعثة المفوضية الأوروبية في دمشق أوائل العام الحالي خلفا للسيد فرانك هسكه؛ أكد من جانبه خلال مؤتمر صحفي في افتتاح فعاليات المعرض على الأهمية التي توليها المفوضية الأوروبية في دمشق لتوثيق التعاون السوري الأوروبي. وكشف السيد بونتوسوغلو عن استعداد الاتحاد الأوروبي لتمويل رزمة من المشاريع الجديدة في سورية تشمل قطاعات التجارة و البنوك و الصحة و التعليم المهني والإدارة المحلية.
وتابعت بويلمر المنسقة الإعلامية للمفوضية الأوروبية في دمشق حديثها لـ(سورية الغد) عن هذا النشاط المقام حاليا والذي يعتبر الثاني من نوعه خلال عام قائلة:(قمنا كمفوضية بتوجيه الدعوة إلى سفارات جميع البلدان الأوروبية العضوة في الاتحاد الأوروبي, وإلى جميع المعاهد و المراكز الثقافية الأوروبية العاملة في سوريا للمشاركة فيه, بغية تقديم فكرة واضحة للجمهور السوري عن النشاطات و المشاريع التي نقوم برعايتها في سوريا كمفوضية, أو تلك التي تقوم بها بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27 مع الحكومة السورية بشكل منفرد, مشاريع يربو عددها في المحصلة على الخمسين مشروعا وبرنامجا).
وعن تنوع هذه المشاريع عرضت بويلمر لبرامج يجري التعاون من خلالها مع وزارة الصحة السورية لرفع سوية الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين, مرورا بمبادرات لتنمية قطاع الأعمال الصغيرة في منطقة ريف اللاذقية, حيث يستفيد هناك من هذه المشروعات شريحة من النساء اللائى لا يملكن أراض زراعية, تتراوح أعمارهن ما بين الـ20 و50 عاما, وذلك بغرض تشجيعهن على إنشاء مشاريعهن الخاصة, وصولا إلى دعم المشاريع الثقافية والتعليمية المشتركة.
وأضافت بويلمر (إننا نحاول الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع السوري بغرض إطلاعه على نشاطاتنا وحثه على طرح الأسئلة. وقد عمدنا في سبيل ذلك إلى الاستعانة بالمنشورات و المطبوعات و عروض الفيديو والمسابقات و حتى الألعاب, مدفوعين في المقام الأول بواقع أن الناس هنا لا يعرفون إلا القليل عما يقوم به الاتحاد الأوروبي, وتقريبا هم لا يعلمون شيئا عن كل هذه المشاريع التي نرعاها).
وعن السبب الذي يكمن وراء جهل قطاعات واسعة من السوريين عموما بوجود مشاريع من هذا النوع؛ تعتقد بويلمر أن ذلك يرجع -من جملة أسباب- إلى طبيعة هذه المشاريع نفسها, ذلك أن عددا منها (يتم تنفيذه على آجال طويلة) ناهيك عن أن ثماره (ليست من النوع الذي يظهر سريعا).
ضاربة المثل بالمشاريع المشتركة على المستوى الصحي, والتي يقوم من خلالها الاتحاد الأوروبي و بالتعاون مع وزارة الصحة السورية على توفير برامج تدريب للكادر التمريضي في البلاد, و السعي لإيجاد طرق أمثل لتنظيم العمل في مستشفيات القطاع العام, وهذا بالطبع -تشير بويملر- (أمر لا يمكن لمس نتائجه بين عشية وضحاها), على الرغم من أن مشاريع من هذا النوع (هي في غاية الأهمية, وسرعان ما سيلمس الجميع نتائجها العملية لدى استكمالها).
ومن بين المشاريع التي أفردت لها أجنحة في المعرض نذكر:(برنامج تحديث التعليم والتدريب المهني والتقني في سوريا ), (مشروع تحديث وزارة المالية), (مشروع سوق الغاز الأوروبي- العربي المشرقي), (حاضنة أعمال القرى من أجل مشاريع النساء الصغيرة), (عمليات مصرف الاستثمار الأوروبي في سورية) وغيرها.
ويقدر اقتصاديون سوريون مطلعون قيمة المشاريع الأوروبية التي يجري الحديث عنها بما يناهز الـ190 مليون يورو .
وكان معرض مشابه جرى تنظيمه في خان الشونة بحلب في الـ23 من حزيران الجاري.
جدير بالذكر أن سوريا وبعد ثماني سنوات من المفاوضات الماراثونية كانت توصلت في 19 تشرين الأول 2004 في بروكسيل إلى التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بالأحرف الأولى, بيد أن المحادثات بين الجانبين حول إقرار الصيغة النهائية ظلت متعثرة منذ العام 2005, فيما يعزوه محللون إلى خلافات برزت بين الجانبين عندما قرر الأوربيون يشكل مفاجئ إضافة فقرة إلى الاتفاق النهائي تتعلق بأسلحة الدمار الشامل, حيث كانت سوريا الدولة الأولى التي يتم تطبيق هذه الاستراتيجية الأوروبية المتشددة عليها في حينه.

مصادر
سورية الغد (دمشق)