يبدو الماضي الذي كشفت عنه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، والذي يمتد من اغتيال الرئيس الاميركي الراحل جون كيندي إلى محاولات اغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو غير مشرق على الاطلاق، بل فيه الكثير من اللون الاسود والجرائم والممارسات القذرة، التي تشير بوضوح إلى ان هذه الوكالة وجدت اصلا من اجل محاربة الشعوب في كل انحاء العالم، والتدخل في شؤون الدول المستقلة، وتنفيذ عمليات اغتيال وقتل ضد شخصيات، يجري تصويرهم من قبل عملاء الوكالة على انهم يشكلون خطرا وتهديدا للأمن القومي الاميركي.

والغريب ان بعض المسؤولين العرب، رحب بإقدام وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية على نشر صفحات طويلة من ماضيها الاسود، معتبرا في ذلك عودة إلى أسس الديمقراطية الاميركية الصحيحة، دون ان ينسى أن المقصود، هو احراج بعض الحكام العرب، والتلويح بامكانية فضحهم امام شعوبهم، اذا لم يتعاونوا بما فيه الكفاية مع الولايات المتحدة والسياسات الاميركية في الشرق الأوسط.

ان تاريخ وكالة الاستخبارات المركزية، يختصر ويجسد تاريخ السياسات الاميركية على مستوى العالم والمنطقة وهي القائمة على التدخل في شؤون الدول والشعوب المستقلة ودعم الحركات الانقلابية والثورات المضادة، واغتيال القادة والشخصيات الوطنية التي لا تروق للولايات المتحدة والسعي إلى تغيير انظمة الحكم وفق كل الاساليب المشروعة وغير المشروعة، أي باختصار تجسيد العنجهية الاميركية السوداء.

مصادر
الوطن (قطر)