ربما أصبح اسم "القاعدة" يملك صورة واحدة لا نستطيع الانفكاك منها، فالمسألة تتعلق بالإرهاب، والمقصود اليوم ليس التنظيم بذاته بل مسألة الإرهاب التي نتعايش معها مهما اختلفت مصادرها، بينما ينساب الزمن بشكل سريع دون أن ندرك أننا أصبحنا في حكم "المؤجلين" بانتظار انهاء هذه "الحرب" التي تمتلك قوانينها المفروضة علينا.

والمسألة أيضا ليس في الحديث عن "القاعدة" رغم أنها أصبح إعلاميا على الأقل تظهر في كل الأماكن وكأنها متحررة من الزمان والمكان، فعمق الموضوع هو القدرة على إنهاء "الزمن من حساباتنا، أو محاولة كتابته وكأنه لا ينتمي إلى الجنس البشري، فحكم "المؤجل" قاعدة ذكورية في الأساس، لأن الرجل لا يحمل في البيلوجية الخاصة به تبدلات تعطيه رموزا للزمن، بينما تستطيع الأنثى أن تدرك هذا التشكيل الخاص بالزمن الذي يمنع "التأجيل"...

وربما ينسحب الوجود على هذا التوقيت، فعندما نضيع الخصب يصبح من الصعب التعامل من جديد مع "خصب جديد"، ونحتاج لـ"دورة زمن"، فإدراك أهمية الدقائق التي تجتاحنا تملك حساسية خاصة عن الأنثى التي تعرف بطبيعتها أن الفهم الذكوري يستهلكها وفق "الزمن لكنها لا يدرك أنه يتعرض أيضا لهذا العامل.

وعندما أحاول الربط بين "القاعدة" والزمن فإنني أحاول أن أنهي العامل السياسي لحساب التدقيق وإدراك أن "أينشتاين" لم يكن يضع نظرية "نخبوية" بل كان يدفع العالم لأفق جديد يحكمه نظرته لنفسه ولمساحة التطور، وربما كان يلغي حكم "المؤجل" الذي يرى أن "الزمن كفيل بحل الأمور".

قبل "وجود "القاعدة" أو ظهور "جورج بوش" كان هناك تطور رياضي يلحظ الزمن ليس بالنسبة للإناث بل للبشرية التي تسير بينما نحاول نحن التسلي ريثما تنتهي "الحرب" القائمة اليوم، وربما لا نتعب أنفسنا بالتفكير في الزمن المهدور على امتداد أكثر من عقد ونصف لقراءة إلى أين نسير في ثقافتنا بالدرجة الأولى.. أو ربما في حياتنا اليومية بشكل خاص.