وسرعان ما انتفضت الكاتبة السورية ورفضت العرض الاجنبي ان تكتب لهم عن احوال المرأة عندنا، خوفا ان تترجم مقالاتها وتفسر على هواهم ولجأت الى والدها كي تبوح له (أعترف بأني وقعت في بلبلة كبيرة يا أبي.. فلو أني حدثت هذا الغريب بالظلم الذي يطول المرأة باسم الدين والدين بريء كل البراءة ، لتحول حديثي فجأة من حق الى تشهير.... لأنه حديث الى غربي.. غريب.. يكره.. ديننا العظيم ويتحامل عليه بمناسبة وبلا مناسبة..)

يبدو لي اني انا ايضا صبت ببلبلة كبيرة ... فما علاقة واقع المرأة عندنا او حتى الظلم الذي (تتعرض) له بالغريب والغربي وفعل الكره الذي بيتناه له سلفا، لتتحول المادة المكتوبة في احدى صحفنا المحلية من محاولة للمشاركة في مسألة حقوق المرأة الى منشور الى كره الذي نستلف انه يكرهنا... كيف ولماذا ومتى.. لا أحد يدري ؟؟؟؟!!!!
كاتبة تكتب عن موضوع حقوق المرأة، ولهذا الموضوع قوام وبنية واحداث وعوارض وقضايا حقوقية واجتماعية والكثير الكثير من الاسئلة التي تحتاج الى نقاش وتسديد والاهم انها تحتاج الى الحب والمحبة والتكامل والتعاضد بالاضافة الى فهم العصر الذي نعيش فيه، الذي اتى منه سؤال حقوق المرأة ..كيف يتحول الى دعوة للتباغض وعدم التفاهم والاستعداء والاستعلاء .. لا أحد يدري ؟؟

هل مسألة حقوق المرأة ناتجة لأنهم (من هم؟) يكرهوننا؟ وهل الظلم الذي تتعرض له المرأة حسب اعترافها هي لا يدري به أحد ومخبأ تحت عباءة قلمها، وهل العالم الغريب والقريب ليس لديه من الفكر والعقل كي يكتشف ويكشف هذه الحالة على هواه او على هوى اهل المريخ لينتظر كاتبتنا اللوذعية كي تكتبه وبعدها سوف ننهار لأنها فضحت اسرار النضال من اجل حقوق المرأة ، أم ان مسألة حقوق المرأة مسألة قائمة بذاتها وهي جزء من الحراك الاجتماعي الذي يخص النهوض القومي الذي نسعى اليه؟

ما هذه الخرابيط التي تحول قضية نبيلة مثل مسألة المرأة وحقوقها في عالمنا العربي الى قضية عنصرية بأمتياز ، وكيف لعنصري ان يفكر بحقوق المرأة او غيرها طالما هو يستلف ان الغريب اي غريب هو عدو وكاره دون اية اسباب الا اننا عظماء ..ما هذا الخطل الذي يقودنا الى العماء .
اذا كانت لديك سيدتي قضية محقة حقوقيا وانسانيا واخلاقيا لماذا تخافين من طرحها اما الملأ ؟؟؟؟ مم الخوف ؟؟!
لا ياسيدتي ليس لديك شيىء للكتابة عنه .... للأسف والخ .