لا تسوي في لبنان، قبل حسم الصراع الاقليمي - الدولي الدائر حاليا في الشرق الاوسط الذي تقوده الولايات المتحدة بوسائل عسكرية ودبلوماسية واقتصادية وهذا ما يفسر سبب اخفاق كل المبادرات وجمود الوساطة في التوصل الى اتفاق بين الاطراف اللبنانية التي يرتبط كل طرف بقوة واقليمية دولية على مستوى المنطقة والعالم.

فالاميركيون وبعد ان عطلوا كل جهود الحل لبنانيا وعربيا واقليميا يتصرفون الآن على أساس ان لبنان اصبح ورقة ضغط وابتزاز ضد سوريا وحتى ايران وبالتالي لا يوجد اي استعجال من قبل واشنطن لفرض اي تسوية طالما ان الوضع في العراق لم يحسم من الناحية الاستراتيجية.

وبات اللبنانيون يعتبرون انهم اصبحوا امام احجية سياسية او لعبة متاهات وكلمات متقاطعة لأن اختلاط المواقف والاوراق مع بعضها البعض ووفق هذه الصورة الفاوستية بالتالي صار متعذرا عليهم حقيقة وأبعاد ما يجري في ضوء ان الحكومة الحالية تمارس كل انواع «الموبقات» السياسية وهي جلبت الى لبنان واللبنانيين الكثير من مشكلات الامن والتدويل.

وهناك تحذيرات واقعية من ان استمرار الوضع على ما هو عليه الآن، لا بد ان يدفع بلبنان نحو الكارثة او الهاوية لأن ابقاء الاصابع على زناد البنادق فترة طويلة من الزمن يحمل في طياته الكثير من المخاطر والعواقب اي ان مجرد الشروع في تصويب هذه البنادق يعني ان الساحة اللبنانية تقترب من مرحلة التفجير التدريجي الذي قد يتحول الى صراع شامل.

مصادر
الوطن (قطر)