قال وزير خارجية الدانمارك بيرستيغ مولر "إن هناك شعور بأن سورية جزء من المشكلة في المنطقة "، معرباً عن اعتقاده " انه من المهم أن تصبح جزءاً من الحل"، فيما اعتبر وزير الخارجية وليد المعلم أن "الغرب جزء من المشكلة لأنه يقيم علاقات مع إسرائيل رغم احتلالها للأرض العربية".

ووصل مولر دمشق أمس في زيارة رسمية تستمر يومين ضمن جولة له في المنطقة تقوده إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان تهدف بحسب المسؤول الدانماركي إلى " البحث في طرق جديدة للمضي للأمام" في تحقيق السلام،، موضحاً وجود " فرصة متاحة الآن لتحقيق حلول" لمشاكل المنطقة.

وبحث مولر تطورات الأوضاع في المنطقة مع الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع والوزير المعلم.

وأوضحت وكالة الأنباء سانا اليوم أن الأسد بحث مع مولر " العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وعملية السلام فى الشرق الاوسط والجهود التى تبذل من اجل احيائها وصولا الى السلام العادل والشامل الذى لن يتحقق الا بوجود الرغبة الصادقة من قبل جميع الاطراف المعنية والراعى النزيه لبلوغ الهدف المنشود".

وأضافت أنه "تمَّ التطرق الى تطورات الاوضاع فى العراق والعملية السياسية الجارية فيه وأهمية ضمان مشاركة اطياف الشعب العراقى كافة بفاعلية فيها لتحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية وانسحاب القوات الاجنبية منه والحفاظ على وحدة أراضيه واستقلاله وكذلك التطورات الجارية فى الاراضى الفلسطينية المحتلة".

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزيران اليوم قبل مغادرة مولر دمشق، وصف المعلم قرار الإدارة الأمريكية الأخير بمنع شخصيات سورية من دخول الأراضي الأمريكية بسبب تدخلها في الشؤون اللبنانية بأنه قرار "سخيف لا يحتاج إلى تعليق".

ومن بين الشخصيات السورية التي شملها قرار المنع رئيس شعبة المخابرات العسكرية آصف شوكت، ومدير مكتب الامن القومي اللواء هشام بختيار (الذي وصفه القرار خطأ بانه مستشار الرئيس بشار الاسد) اضافة الى رئيس جهاز الامن والاستطلاع سابقا في لبنان رستم غزالة ومساعده في بيروت العميد جامع جامع.

واعتبر الوزير المعلم التصريحات الأمريكية المعادية لسورية "مؤشر على فشل السياسة الأمريكية في المنطقة بدليل ما يجري فيها من توترات وخاصة في العراق".

وجدد وزير الخارجية موقف سورية الرافض لنشر قوات دولية على حدودها مع لبنان، إلا أنه اعتبر أن " أي إجراء يتخذه لبنان ضمن أراضيه وبقواه الذاتية شأن لبناني لا علاقة لسورية به ".وذلك رداً على سؤال يتعلق بقيام لبنان بنشر قوات من أمنه على حدوده مع سورية.

وحول موقف دمشق من نشر مراقبين دوليين على الحدود مع لبنان، أوضح المعلم أنه "من السابق لأوانه الحديث عن ما هي الإجراءات التي سيتخذها مجلس الأمن تجاه القرار 1701 ".

وفيما يتعلق بعملية السلام السورية الإسرائيلية، أكد وزير الخارجية دعم سورية "لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن "، كما أبدى استعدادها " لاستئناف هذا السلام بناء على ما تمَّ تحقيقه في المحادثات السابقة أملاً بتحقيق السلام العادل والشامل " الذي اعتبره "مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة".

وقال وزير الخارجية إن "سورية لا تضع شروطاً لصنع السلام "، مُفرِقاً بين أن "نضع شروط وبين أن نكون على اطمئنان بأن الطرفين جاهزين لتلبية متطلبات السلام "، وموضحاً أن "هناك فارق بين الشروط والمتطلبات، فالمتطلبات نصت عليها قرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام".

بدوره، أكد الوزير الدانماركي "أهمية تحقيق ضبط للحدود السورية اللبنانية (...) فإسرائيل تريد أن تشعر بأن الأسلحة لا تمر مثلاً إلى حماس أو حزب الله ".

ورداً على سؤال قال مولر "هناك شعور بأن سورية جزء من المشكلة وخصوصاً من خلال علاقتها مع حزب الله حركة حماس، أيضاً إسرائيل جزء من المشكلة وتحدثنا إلى الإسرائيليين وأخبرناهم بأنه يجب عليهم إيقاف بناء الجدار العازل والإجراءات الأخرى ضد الفلسطينيين وأخبرناهم بضرورة السماح بمرور عائدات الضرائب الفلسطينية ".

وهو ما عقبه عليه الوزير المعلم بقوله "أعتقد أن الغرب أيضاً جزء من المشكلة لأنه يقيم علاقات مع إسرائيل رغم احتلالها للأرض العربية " وأكد أن "علاقات سورية مع حزب الله وحماس وفتح والجبهة الشعبية علاقات سوريَّة مع الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وطالما هناك احتلال برهن التاريخ دائماً أنه ستكون هناك مقاومة مشروعة ".

واتفق مولر مع بعض ما طرحه المعلم وقال "أعتقد أن السيد الوزير (المعلم) محق، فالغرب جزء من المشكلة وطالما لم تتوفر الحلول فنحن جزء من المشكلة ".

وحول قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب اللبناني، أكد مولر: أن وجودها " أمر هام لحماية أمن المنطقة ومنع تسرب السلاح من المنطقة الساحلية فنحن حريصون على أن تؤدي القوات الدولي دورها في تحقيق السلام في المنطقة"، كما أكد المعلم حرص سورية "على أمن اليونيفيل وأمانه لأنهم أتوا من بلدانهم للحرص على أمن واستقرار لبنان".

مصادر
سورية الغد (دمشق)