إذا كان العرب عاجزين عن مساعدة بلد صغير مثل لبنان للخروج من أزمته الداخلية التي تعصف به الآن، والتي تهدد بوقوع حرب أهلية لمجرد ان الولايات المتحدة الأميركية وبعض القوى الغربية الأخرى لا تريد أي دور عربي في حل الأزمة اللبنانية، فإن السؤال البديهي الذي يطرح نفسه: كيف سيتمكن هؤلاء العرب من التعامل مع القضايا والأزمات الكبرى، إذا ما وقعت الآن مواجهة أميركية - ايرانية، وبالتالي أين الرؤية أو الاستراتيجية العربية للتعامل مع هكذا أمور؟

إن أزمة الموقف العربي تكمن في أمرين بارزين الأول عدم وجود تصورات دقيقة لدى الدول العربية حول موازين القوى في المنطقة، إذ ان غالبية هذه الدول تجهل حجم وطبيعة القوة الايرانية، على سبيل المثال لا الحصر، والثاني غياب القدرة على توظيف واستخدام أوراق الضغط العربية من أجل حماية الشعوب العربية من مخاطر الحروب والطوارئ!

وهناك من يؤكد ان الشرق الأوسط كله وخاصة منطقة الخليج سيتحولان الى كرة من نار إذا ما وقعت أي مواجهة بين أميركا وايران. ذلك ان طهران قد أعدت مجموعة من الخطط التي تمكنها من نقل مثل هذه المواجهة الى قلب المصالح الأميركية في المنطقة، في حين ان الولايات المتحدة لا تستطيع ان ترد باستراتيجية شاملة باعتبار ان احراق آبار النفط في الخليج سيؤدي الى حدوث كارثة اقتصادية واستراتيجية عالمية!

ومن هنا التحذير من ان الوقت قد حان بالفعل أمام الدول العربية كافة لكي تتوقف عن سياسة بناء المحاور والتكتلات المؤقتة والبحث عن مشاريع تقود الى اصطفاف عربي لمواجهة الأخطار والتهديدات المشتركة!

مصادر
الوطن (قطر)