افاد تقرير داخلي لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ان السعودية طالبت إسرائيل عبر قنوات عدة، بالتوقف عن استخدام مصطلح «المبادرة السعودية» وتدعو إلى مصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس» تحسباً من تقرب «حركة المقاومة الاسلامية» من إيران. وكتبت صحيفة «معاريف»، امس، أن تقرير وزارة الخارجية الذي انتهى إعداده الاثنين، رأى أن السعودية غيرت في شكل كبير سياستها تجاه إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ونقلت عن تقرير الخارجية الإسرائيلية أن «امتناع السعودية عن التعبير عن دعم واضح لأبو مازن (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) وحكومته الجديدة (أي حكومة الطوارئ برئاسة سلام فياض)، يعكس بالأساس معارضة سعودية لسياسة أبو مازن بعزل حماس».
وحسب التقرير، فإن السعودية تخشى من أن يؤدي انعزال «حماس» واستمرار المقاطعة ضدها إلى تعزيز الحلف بينها وبين الإيرانيين، ولذلك امتنعت عن التدخل في الخلاف الداخلي، واعتبرت أن الاستراتيجية تحتم «عناقا دافئا» بين الحركتين وليس العكس.
وكان رئيس الوزراء ايهود أولمرت هدد بقطع إسرائيل اتصالاتها مع عباس إذا جدد علاقته مع «حماس». وقال خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن «في اللحظة التي يجدد فيها أبو مازن علاقته مع حماس ستقطع إسرائيل الاتصال معه».
من جهة اخرى، افاد التقرير أن السعوديين خاب أملهم من انهيار «اتفاق مكة»، الذي وقع في مارس الماضي، وتقرر على أثره تشكيل حكومة الوحدة برئاسة اسماعيل هنية. ونقلت «معاريف» عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، إن مسؤولين مصريين وأردنيين وسعوديين أوضحوا من خلال قنوات اتصالات مختلفة، أن الوفد المصري - الأردني الذي كان يتوجب ان يزور اسرائيل لتسويق مبادرة السلام العربية، لن يصل في الفترة القريبة المقبلة وربما لن يصل أبداً. وطالبت الدول العربية الثلاث، إسرائيل، بالتوقف عن استخدام مصطلح «المبادرة السعودية»، لأن الرياض توقفت رسمياً عن دعم هذه المبادرة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين السعودية عبدالله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد، على قمة بيروت في العام 2002، وأصبحت «تدعم قرارات القمة العربية»، في إشارة إلى مبادرة السلام العربية التي صادقت عليها قمة بيروت واخيرا قمة الرياض في نهاية مارس.
ويمتنع المسؤولون الإسرائيليون عن استخدام مصطلح «مبادرة السلام العربية» وإنما «مبادرة السلام السعودية»، بسبب عدم تضمن الأخيرة لبند واضح حول حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو ما تعارضه الدولة العبرية في شدة، وتعتبر أنه سيقضي على إسرائيل كدولة يهودية.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي إنه «يمكن بالتأكيد نعي المبادرة السعودية على الأقل في هذه الفترة، لكن يصعب تنبؤ مجرى الأمور في الشرق الأوسط». وأضاف إن «هذه المبادرة كانت في سبات لمدة خمس سنوات، وهكذا فإن من الجائز أن نعود بعد وقت ما للحديث عنها ويبدو أنه في الوقت القريب لن يتم ذلك».

مصادر
الرأي العام (الكويت)