هناك الكثير من الادلة والمعطيات التي تؤكد ان سوريا قد تكون بريئة من دم رفيق الحريري باعتبار انها كانت المتضرر الاول من وقوع تلك الجريمة ورغم ذلك فإن فريق الاكثرية الحاكمة في لبنان يستمر في توجيه الاتهامات لدمشق وذلك بضغط وتحريض من الادارة الاميركية.

واذا كان الصحفي الفرنسي تيري ميسان قد اورد من الادلة ما فيه الكثير من الدقة لاتهام اميركا واسرائيل بأنهما الطرفان الاكثر افادة من اغتيال الحريري فإن المشكلة تكمن في هذا الفريق الذي يحكم لبنان والذي يصر على اتهام طرف بعينه وهو سوريا وقوى المعارضة.

ان عمل المحكمة الدولية لن يكون مهنيا وحياديا اذا ما استمر الضغط والتدخل الاميركي وبالتالي يصبح من حق سوريا ان تشكك مسبقا بنزاهة هذه المحكمة ودورها والطريقة التي يمكن استخدامها لتسييس الموضوع . ذلك انه لم يسبق ان تمكنت اية محكمة من هذا القبيل من ان تكون محايدة او نزيهة لان مستوى التسييس في عملها يصل الى نسبة 90% في كثير من الاحيان ولن تشذ المحكمة المختلطة عن هذه القاعدة، فالولايات المتحدة تريد ان تجعل من المحكمة الدولية بمثابة «حصان طروادة» من اجل زعزعة الاستقرار داخل سوريا وحتى جلب قادة النظام الى قفص الاتهام وبات هذا السيناريو على درجة من الوضوح. ولابد من ان يكون هناك رد ما من قبل دمشق التي يراد لها ان تدفع ثمن اخطاء سياسة بوش.

مصادر
الوطن (قطر)