المنطقة العربية كلها موضوعة في حالة حصار سياسي وعسكري وأمني واقتصادي وليس فقط سوريا او غزة او ايران ذلك ان ما يجري في العراق ولبنان وفلسطين يؤكد بوضوح تام ان هناك حصارا اميركيا ـ إسرائيليا ـ عربيا لأكثر من موقع على ساحة الصراع، لان هذه الاطراف مجتمعة متفقة في موقفها على أمرين بارزين: الاول التخلص من كل اشكال المقاومة والممانعة على الساحة العربية تمهيدا لفرض مشروع التسوية الإسرائيلية ـ الأميركية على الجميع، والثاني عزل ايران وتطويقها وابعادها عن القيام بأي دور في الشرق الاوسط! ويجري استغلال برنامج طهران النووي السلمي لتحقيق هذه الغاية وبالمحصلة فإن القوى التي تتصرف الآن على اساس انها هي التي تحاصر المنطقة بدأت تتكشف انها هي المحاصرة بدليل ان الادارة الاميركية الحالية عادت لتطلب مساعدة دمشق وطهران لحل الازمة العراقية! وبطبيعة الحال فإن الاطراف العربية المتحالفة مع المشروع الاميركي ـ الصهيوني هي الخاسرة بالدرجة الاولى وهي خسارة مضاعفة في الداخل والخارج على السواء اذ يصبح التحالف مع اسرائيل امرا مشروعا يحظى بأي اولوية لدى هذه الاطراف مقابل الاصرار على عزل اطراف عربية وفلسطينية بعينها مثل سوريا وحماس وحزب الله وكأن المطلوب هو «تعريب» الصراع لتصبح اسرائيل في تحالف مع طرف عربي ضد طرف آخر! وهذا مايفسر حقيقة ما جرى في لقاء شرم الشيخ الرباعي الذي جمع الشهر الماضي قادة كل من مصر والاردن والسلطة الفلسطينية واسرائيل فالخلاصة هي اعلان قيام اول تحالف عربي ـ اسرائيلي لمواجهة جهة المقاومة والمخالفة في المنطقة الامر الذي يؤكد أن الانظمة المصنفة بأنها «معتدلة» لم يعد خيارها بيدها فهي اصبحت مرغمة على المضي قدما في طريق المواجهة والتصعيد مع الاطراف الاخرى.

مصادر
الوطن (قطر)