لا تستبعد دمشق قيام إسرائيل بشن عدوان ضدها هذا الصيف، بعد أن تكثفت المناورات العسكرية في الجولان وبعد وصول ايهود باراك إلى وزارة الدفاع. ويرى مراقبون في العاصمة السورية عن أجواء عدوان وشيك ضد دمشق باتت أكثر قرباً من أي وقت مضى، بعد أن مهدت إسرائيل لذلك إعلامياً عبر الزعم بأن سوريا تعد العدة لتنفيذ هجوم ضد الدولة العبرية.

ورأى رئيس تحرير الجولان الأسبوعية د.علي الظاهر في تصريح لـ «البيان» أن مؤشرات شن عدوان على سوريا باتت أكثر احتمالية، في ضوء المناورات الكبيرة التي يجريها جيش الاحتلال في الجولان، وحديث بعض الأوساط الإسرائيلية عن استعدادات سورية على الجبهة وإزالة الحواجز وما إلى ذلك.

ورأى الظاهر أن هذا الهجوم الإعلامي يهدف إلى التغطية على الهدف الحقيقي المتمثل باحتمال قيام إسرائيل بشن عدوان ضد سوريا مغلف بدعوى الدفاع عن النفس.وركز بعض المحللين السوريين إلى الدعوة للاستعداد للحرب على صعيد الدفاع المدني والمستشفيات والكهرباء والماء وما إلى ذلك.

وتساءل د.ماهر ياسين، هل نحن جاهزون للحرب؟ واعتبر أنه من التهور التصديق بأن المناورات المستمرة في الجولان منذ شهور هي مناورات عادية (دفاعية وليست هجومية) لا تستدعي القلق ومن البساطة التصديق بأن إسرائيل لا تنوي شن حرب على سوريا وعلى لبنان هذا الصيف، ومن السذاجة الانشغال بالخلافات السياسية الإسرائيلية حول استئناف مفاوضات السلام على الجبهة السورية، في حين أن الجيش الإسرائيلي لم يهدأ منذ شهور على ذات الجبهة ولكن عسكرياً وليس سياسياً.

واعتبر ياسين أن الكلام المتصاعد عن احتمالية وقوع حرب هذا الصيف بدأ يكثر ويأخذ منحنى آخر، رغم أن الجميع كان لا يأخذه على محمل الجد منذ شهور، ولكن يبدو الآن أن هناك شيئاً ما تغير في الأجواء دلّ عليه، خاصة تعليق إذاعة دمشق السياسي الأربعاء الماضي، ومقالة رئيس تحرير جريدة الثورة عبد الفتاح العوض مؤخراً، والذي أشار إلى احتمالية قيام إسرائيل باعتداء على سوريا في أي وقت، الأمر الذي لفت نظر الصحف الإسرائيلية التي اعتبرته تغييراً في لهجة دمشق وتغييراً في نظرتها لتلك المناورات والاستعدادات الإسرائيلية في الجولان.

وأكد ياسين أنه من «المهم الآن أن نسأل أنفسنا حكومةً وشعباً، هل نحن جاهزون للحرب والتي يعتبر استبعاد وقوعها انتحاراً حقيقياً؟ وهل مؤسسات الدفاع المدني والقطاع الصحي جاهزة للقيام بدورها على أكمل وجه، في حال نشوب الحرب؟... هل نحن كسوريين جاهزون نفسياً وبدنياً لاحتمال وقوع الحرب؟».

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)