عبر مسؤول ياباني رفيع عن «الأسف العميق لانقسام الفلسطينيين ما يضعف موقفهم في التفاوض مع اسرائيل»، ودعا ايران الى «ردم فجوة عدم الثقة أولاً مع المجتمع الدولي في شأن برنامجها النووي».

ولفت نائب المدير العام لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية اليابانية ايتو هايديكي في لقاء مع «الحياة» في طوكيو، اصطحب معه فيه نسخة من الصحيفة التي قال انه يحرص على متابعتها، الى «وجود شكوك بشأن برنامج ايران النووي. ونسعى الى التوصل الى حل لهذه الأزمة بانتهاج مسار مزدوج معها: الحوار والضغوط»، موضحاً ان «الضغوط عبر الامم المتحدة واصدار قرارات في مجلس الامن. وفي الوقت نفسه نسعى الى المحافظة على قناة الحوار مفتوحة مع طهران التي نحتفظ بعلاقات تجارية مهمة معها». وأكد ان «اليابان تعترف بحق ايران ببرنامج نووي سلمي. لكن توجد فجوة من عدم الثقة بين طهران والمجتمع الدولي على ايران ان تردمها أولاً»، موضحاً ان «الولايات المتحدة ليست وحدها التي تقف ضد ايران في الملف النووي، بل المجتمع الدولي».

وانتقد المسؤول الياباني «سيطرة حماس بطريقة غير شرعية على قطاع غزة باستخدام القوة»، مشيراً الى ان «هدفنا الاساسي هو بناء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، خصوصاً ان اليابان تستورد نحو تسعين في المئة من النفط من هذه المنطقة. لذلك يعتبر استقرار هذه المنطقة امراً حيوياً للمصلحة الوطنية لليابان»، مضيفاً ان «استقرار المنطقة ينبع من تطبيق خريطة الطريق وانشاء دولتين اسرائيلية وفلسطينية. والرئيس محمود عباس اعلن التزامه هذين البندين، لكن موقف حماس غير واضح من القبول بوجود دولة اسرائيل. لذلك من الطبيعي ان ندعم عباس»، لافتاً الى ان «اليابان لم تمارس ضغوطاً على حماس، بل نحن نشجعها على الاعتراف باسرائيل»، وموضحاً انه «عندما اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات باسرائيل عندها فقط بدأ الحوار معها، وليس قبل ذلك. فكيف يمكن للاسرائيليين الحوار مع منظمة تدعو الى تدمير دولتهم؟».

من جهة ثانية أعرب المسؤول الياباني عن شعوره بـ «أسى عميق على الوضع الفلسطيني الحالي المنقسم على نفسه، ما يجعل الموقف الفلسطيني ضعيفاً. واذا كنت ستحاور خصمك يجب ان تكون صفوفك موحدة. لكن في ضوء الانقسام الحالي اصبح الموقف الفلسطيني ضعيفاً جداً».

وعن مهمة القوات اليابانية في العراق (السماوة) وأسباب نجاحها، قال ان «الأمر يعود الى طريقة تقديم المساعدة الى الشعوب الاخرى عن طريق العمل معها وليس فرض اي شيء عليها». موضحاً انه «في خمسينات القرن الماضي بذلت جهود لتطوير دول افريقية وآسيوية. فبينما حالف النجاح الكثير من الدول الآسيوية لوحظ عدم نجاح الافريقية. وجزء اساسي من نجاح الدول الآسيوية كان طريقة مساهمة اليابان في دعم هذه الدول، اذ عمل الشباب الياباني مع اقرانه في تلك الدول، وعلموهم كيفية ادارة الامور بأنفسهم. بينما في الدول الافريقية صرفت الولايات المتحدة واوروبا اموالاً طائلة لكنهما امرا بصرفها بطرق محددة. ونحن نتبع في هذا الصدد مثلاً صينياً قديماً يقول: من الافضل ان تعلم المرء الصيد على ان تعطيه سمكة كل يوم». وخلص الى انه «لهذا السبب كانت مهمتنا في السماوة ناجحة لأننا عملنا مباشرة مع المواطنين وعرفنا حاجاتهم وبنينا من ثم علاقة ثقة معهم».

ولماذا تبدو اليابان تتبع الولايات المتحدة بشكل أعمى؟ أجاب المسؤول الياباني ان «اليابان حليف للولايات المتحدة. ومن الطبيعي ان يكون بين الحلفاء اهداف مشتركة. لكن لا يعني ذلك اننا متوافقون حول كل القضايا. احياناً لدينا آراء مختلفة. واذا اختلفت مصالح البلدين في مسألة معينة فمن الطبيعي ان تختار اليابان مصلحتها الوطنية اولاً باعتبارها دولة مستقلة».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)