اتفقت الجزائر والولايات المتحدة على تعزيز الأمن المشترك بينهما، فيما نجح الجيش الجزائري في «تنظيف» العاصمة من فلول تنظيم «القاعدة».

وأسفرت المحادثات بين الوفد الأميركي برئاسة مستشارة الرئيس جورج بوش للأمن ومكافحة الإرهاب فرانسيس تاونسند ومسؤولين في أجهزة الأمن الجزائرية عن الاتفاق على تعزيز العمل المشترك وتكثيف اللقاءات بين الوفود ورفع مستوى التنسيق وتبليغ المعلومات وتبادلها بأقصى سرعة وعبر القنوات الأمنية المفتوحة أو التي ستفتح بين الطرفين.

والتقت المسؤولة الأميركية قيادات من الأمن ووزارة الداخلية لبحث هذه الجوانب تمهيدا لضبط أجندة تعزز تكامل عمل البلدين في مجال محاربة الإرهاب حيثما وجد في العالم. كما اجتمعت بمستشار الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للشؤون القانونية د. كمال رزاق بارة وعرضت عليه سعي بلادها لإقامة شراكة قوية مع الجزائر في المجال الأمني والقضائي، وجرى التركيز على أهمية العمل في الأطر الأمنية واحترام ما يتطلبه ذلك من سرية لتحقيق النتائج المرجوة.

وكانت الجزائر عبرت في أبريل الماضي عن استيائها من تصرف السفارة الأميركية حين بثت رسالة تحذير من تفجيرات للقاعدة تستهدف مباني رئيسية في العاصمة منها البريد المركزي والتلفزيون بعد 48 ساعة فقط من تفجيرات قصر الحكومة ومراكز الشرطة في 11 ابريل والتي خلفت أكثر من 200 بين قتيل وجريح. واعترف الأميركيون أن ما صدر عن السفارة كان خطأ جسيما وسحبوا الرسالة بسرعة وسعوا إلى علاج الموقف سياسيا ودبلوماسيا وأمنيا.

على صعيد آخر، ارتفعت حصيلة قتلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خلال الهجوم الكبير الذي شنه الجيش الجزائري على معاقله جنوب العاصمة إلى 19 قتيلاً في ظرف ثلاثة أسابيع، فيما أعلن عن حصار مجموعة هامة أخرى في جبال ولاية سكيكدة الساحلية شرق البلاد.

وقالت مصادر عليمة إن الجيش قتل آخر خمسة إرهابيين الجمعة والسبت الماضيين بمنطقة سوحان الجبلية. ودمر آخر المعاقل على أن يتم تنظيف المنطقة لاحقا من مئات الألغام الأرضية التي زرعتها المجموعات الإرهابية حول جحورها. وشبه محللون العملية الكبرى التي نفذها الجيش مؤخرا بتلك التي قام بها العام 1997 على أكبر قاعدة للجماعة الإسلامية المسلحة في بلدة أولاد علال جنوب مدينة الجزائر التي كانت تضم ورشا لتصنيع القنابل وتفخيخ سيارات جرى تفجيرها بالعاصمة وخلفت مئات القتلى. لكن بعد دك تلك القاعدة توقفت التفجيرات بشكل شبه تام في المدينة وضواحيها.

من جهة أخرى أكد شهود أن الجيش عزز تواجده في منطقة جبلية في ولاية سكيكدة شرق البلاد حيث توجد مجموعة من نحو 10 متطرفين مسلحين محاصرة منذ أول من أمس. وقد تم رشق الموقع الذي تتحصن به بالمدفعية كما جرى قصفها أمس بالمروحيات. ويحتمل أن يكون القصف المركز على موقع اختباء المجموعة قد خلف قتلى. وتستعد قوات المشاة لاقتحام المكان في الساعات المقبلة.

وكانت هذه المنطقة قد شهدت الأسبوع الماضي هجوما من مسلحي القاعدة على مركز أمني متقدم داخل الغابة خلف قتيلا وجريحا في صفوف الحرس البلدي ما دفع الجيش إلى التدخل وشن حملة تمشيط واسعة أضفت إلى تحديد مكان تواجد المجموعة المعتدية.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)