حمّل مفاوض السلام الإسرائيلي آلون لئيل، إدارة الرئيس جورج بوش مسؤولية تعثر مفاوضات السلام بين تل ابيب ودمشق، ورأى أن الأميركيين هم الجهة الوحيدة القادرة على تعويض سورية في حال قررت التخلي عن إيران كما تريد واشنطن وتل أبيب، والدخول في مفاوضات رسمية علنية مع إسرائيل.

وأوضح لئيل إن "مجرد دخول السوريين غرفة المفاوضات مع الإسرائيليين يشكل نكسة قوية لعلاقاتهم مع طهران، لكنهم إذا أوقعوا مثل هذه الصدمة فإنهم يحتاجون إلى بديل عن هذه العلاقة وتعويضهم عنها".

واعتبر المدير العام السابق لوزارة الخارجية ان "الجهة الوحيدة القادرة على ذلك هم الأميركيون أنفسهم"، مضيفاً أنه يتفهم رغبة السوريين في أن تشارك الولايات المتحدة في عملية التفاوض، في وقت يقول فيه الأمريكيون للإسرائيليين أن بامكانهم التفاوض من وجود الولايات المتحدة. واعتبر لئيل أن هذا الرأي غير صحيح لأن هناك حاجة لأن يكونوا في غرفة التفاوض وربما أوروبا أيضاً وكذلك الأمم المتحدة".

وأكد أن على الإسرائيليين والأوروبيين وكذلك الأمم المتحدة "العمل على إقناع الولايات المتحدة بأن هناك إمكانية لتغيير السلوك الإقليمي للسوريين في الشرق الأوسط ليس حيال إسرائيل فقط بل إزاء المنطقة برمتها".

غير أنه شدد على أن هذه الخطوة "لا يمكن أن تتم بوجود مقاطعة ضد سورية وإستمرار تصنيفها على لائحة الدول الداعمة للإرهاب ومن دون أن يقوم الغرب بفتح أبوابه المقفلة أمامها". معتبرا أن «الروابط التي تقيمها سورية مع إيران تمثل في هذه المرحلة عقبة كبيرة أمام إمكان التوصل إلى سلام بين إسرائيل وسورية"، وأعرب عن اعتقاده بأن فرص السلام ممكنة لولا "العلاقة" بين سورية وإيران، مشيرا الى أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت "مرر رسائل عبر وسطاء غربيين إلى سورية أبدى فيها استعداده للحوار ودفع الثمن في حال تخلت سورية عن إيران".

وحول مفاوضات السلام مع سورية، قال انها "انطلقت بوساطة من الحكومة التركية في يناير 2004، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها ارييل شارون رد على الأتراك في شكل سلبي فطلبوا مني السعي إلى إقناعه بفتح مفاوضات سلام مع دمشق، واقترح عليهم فتح طريق ثان سري وغير رسمي لأن شارون كان منشغلاً جداً في تلك الفترة بالتخطيط لعملية فك الارتباط عن غزة".

واضاف لئيل أن «الأتراك وافقوا على إقتراحه لكنهم أوقفوا وساطتهم في سبتمبر 2004 بعد قيام إسرائيل بقتل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، احد قادة الحركة، وكانوا مستائين جداً من ذلك".

واشار إلى أن الوساطة انتقلت بعد ذلك وبطلب منه إلى الحكومة السويسرية بعد ما أثار الموضوع وناقشه مع نيكولاس لانغ مدير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية السويسرية والذي ابدى موافقته المباشرة على أن تستضيف بلاده جلسات الحوار.

وقال انه التقى المفاوض السوري سليمان بعد اقتراح من "صديق أميركي مشترك" لم يسمه، "كما أن الأخير كان معروفاً من قبل الكثير من الإسرائيليين الذين تعاملوا مع مفاوضات السلام على المسار السوري".

وشدد لئيل على انه ونظيره السوري "لا يمثلان حكومتي بلديهما في المفاوضات، غير أن كلاً منهما يعلم حكومة بلده بنتائجها بصورة غير مباشرة". وابدى عدم رضاه على ما أنجزه مع سليمان "لأن الهدف من وراء لقاءاتنا السرية كان دفع حكومتي البلدين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بعد أن استنفذنا دورنا لكنهما لم يفعلا".

واعتبر أن الولايات المتحدة "هي المسؤولة وارادت عرقلة المفاوضات سعياً منها لممارسة أكبر قدر من الضغوط على سورية"، كما اعترف أن الكشف عن اللقاءات السرية مع سليمان وتسريبها إلى صحف إسرائيلية "خلق مشكلة كبيرة غير أنه ركّز في الوقت نفسه انتباه الشارع الإسرائيلي على عملية السلام".