حتى الآن فإن مؤسسة الجامعة العربية لم تتمكن من حل اي ازمة او مشكلة في العالم العربي بل ان المعطيات والوقائع تؤكد أن دور الجامعة كان سلبيا في كثير من الاحيان فعلى سبيل المثال لا الحصر لم تستطع الجامعة ان تحول دون قيام صدام حسين بغزو الكويت عام 1991 الامر الذي جلب كارثة كبرى الى دول المنطقة وهي بالتالي اخفقت في الحيلولة دون غزو العراق من قبل الولايات المتحدة عام 2005 وما يزال الوضع العربي كله يخضع لتأثيرات وتداعيات ذلك الزلزال! وفي الصومال ودارفور فإن دور الجامعة هو مجرد «شاهد زور» على ما يجري في حين ان تحركها لحل الازمة اللبنانية مايزال محكوما بسقف التوافق الاقليمي ـ الدولي الامر الذي يؤكد أن ازمات العالم العربي ومشكلاته هي اكبر من دور الجامعة نفسها. وهناك من يرى أن ذلك بمثابة مؤشر واضح على حالة العجز العربي كله وليس فقط مؤسسة الجامعة لان هذه الاخيرة تستمد قوتها وضعفها من قوة الوضع العربي وضعفه. ومن هنا التأكيد ان امتداد يد الجامعة العربية الى الازمات الكبرى في المنطقة قد يكون مؤشرا على عودة الروح اليها لكن الشيء الخطر هو ان يتم استخدام ذلك من قبل بعض القوى الدولية لتمرير مشاريع مشبوهة وفرض حلول معينة على دول الشرق الاوسط وبالتالي يصبح المقصود هو تسويق مجموعة من الاوهام على مستوى الرأي العام العربي الذي سيكتشف بعد حين ان الامر كان مجرد دعاية سياسية في احسن الاحوال واذا كان الحكام والقادة العرب جادين او راغبين في تفعيل دور الجامعة فإن الخطوة الاولى تبدأ بإصلاح وتحسين الوضع العربي والعلاقات العربية ـ العربية نفسها.

مصادر
الوطن (قطر)