رفعت معظم الصحف الإسرائيلية من احتمال المواجهة مع سورية إذا لم يبارد رئيس الوزراء ايهود أولمرت الى إجراء مفاوضات مع دمشق، في وقت أعرب قائد قوة الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان (الاندوف) العميد ولفغانغ جيلك امس عن قلقه ازاء تصاعد التوتر بين سوريا واسرائيل، لكنه حمل الأخيرة مسؤولية ذلك.

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" ان الاستخبارات العسكرية حددت أهدافاً للجيش في حالة توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية. كما استحدثت قسماً جديداً لترجمة المعلومات الاستخباراتية الى أهداف ملموسة ومعلومات يمكن للوحدات استخدامها في الميدان، وهو برئاسة الجنرال نتزان ألون القائد السابق لوحدة الاستطلاع في رئاسة الأركان (وحدة النخبة سييرت متكال).

وبسبب عدم وجود اتصالات بين الدولتين، فإن تقديرات الجيش "الإسرائيلي" تفيد بأن الحرب قد تندلع العام المقبل إذا لم يتم التوصل الى قرار دبلوماسي. وإذا ما نشبت الحرب فإن الجيش “الإسرائيلي” يقدر أن تبادر سوريا الى إطلاق آلاف الصواريخ البعيدة المدى والقصيرة المدى على مدن "إسرائيليية".

وذكرت الصحيفة ان سوريا تعتقد أن الولايات المتحدة ستهاجم إيران هذا الصيف، وبالنتيجة فإن إسرائيل" ستتوجه مرة جديدة للحرب مع حزب الله. وإذا حدث ذلك تعتقد سوريا ان إسرائيل لن تحصر عملياتها بلبنان بل ستضرب أهدافاً سوريا.

أما صحيفة معاريف الإسرائيلية فبينت امس نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن سوريا أرسلت عشرات من الصواريخ إلى حزب الله اللبناني خلال العام الماضي. وقالت المصادر بحسب الصحيفة إن دمشق "تنشغل في هذه الأوقات في تحسين جاهزيتها وأهليتها للحرب حيال إسرائيل"، على الرغم من أن السوريين غير معنيين بها ولكنهم "يستعدون لاحتمال أن تبادر إسرائيل بخطوة ضدهم كما أنه في الوضع الحالي توجد إمكانية للاشتعال بين الطرفين كنتيجة لدور لاعب ثالث يرغب في تسخين الجبهة".

وأشارت معاريف إلى أنه في حالة اندلاع الحرب "يحتمل أن تعود الجبهة اللبنانية لتسخن من جديد وفي الجيش الإسرائيلي يقدرون بأن حزب الله نجح في العام الأخير في تجديد جزء من مخزونه من الصواريخ (حيث) نقل السوريون ما يصل إلى مئة صاروخ بقطر 220ملم و320 ملم للحزب"• وقالت الصحيفة إنه حسب التقدير الإسرائيلي "ليس في نية حزب الله الخروج إلى مواجهة مع إسرائيل طالما لم ينه عملية إعادة بنائه خاصة أن قوات الطوارئ الدولية "يونيفل" والجيش اللبناني يفرضان عليه المصاعب في عملية إعادة البناء".

وتحدثت الصحيفة عن ان مسؤولا سوريا كبيرا هدد من أنه إذا لم تنسحب اسرائيل من هضبة الجولان في غضون شهرين، ستصبح المستوطنات الاسرائيلية في الهضبة هدفا للعمليات من جانب تنظيم "سري مسلح" تشكل في الاشهر الاخيرة في سوريا، وحسب هذا المسؤول فإن دمشق مستعدة لرد اسرائيلي وفي حالة شن الحرب، فبوسعها مهاجمة تل ابيب بمئات الصواريخ.

أما قائد قوة (الاندوف) فأعرب امس لصحيفة يديعوت أحرنوت عن قلقه ازاء تصاعد التوتر بين سوريا واسرائيل، لكنه حمل الأخيرة مسؤولية ذلك. ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن جيلك الذي تولى منصبه في شباط الماضي قوله "لم يكن التوتر في مرتفعات الجولان عاليا بهذا الشكل منذ سنوات. أنا قلق". وخلافا لوجهة نظر اسرائيل التي ترى ان سوريا تشكل "تهديدا استراتيجيا"، يقول جيلك ان اسرائيل تتحمل مسؤولية اثارة التوتر الحالي.

وبين جيلك ان السوريين لم ينشروا اي قوات خاصة في المنطقة القريبة من الحدود بإمكانها شن هجوم مفاجئ على اسرائيل. موضحا أنه لم يشاهد أي استعدادات "غير طبيعية على الجانب السوري". مؤكدا أن النشاطات المكثفة هي على الجانب الإسرائيلي. واعتبر أن نشاطاتها الحالية لا تساهم في جهود تخفيف التوتر في المنطقة. واوضح جيلك "ان احتمالات مفاجأة السوريين لاسرائيل متدنية جدا".

وطبقا لجيلك فإن الوضع على الحدود يمكن ان يتفجر. وقال "انا قلق في ضوء الجو المتوتر الموجود حاليا فإن حادثا صغيرا قد يشعل المنطقة القابلة للاشتعال فورا". مع ذلك يقول ان ما يطمئنه هو ان "كلا الطرفين لا نية لديه لبدء نزاع".

يشار الى ان القوة الدولية التي تضم 1300 عنصر نشرت في الجولان في العام 1974، وتتولى مراقبة حشد القوات من قبل الطرفين على جانبي المنطقة.