يستغرب البعض ان يجرى الحديث في هذه الايام عن خطة لاصلاح الاوضاع والعلاقات العربية باعتبار ان الامور وصلت من السوء والتدهور الى مرحلة اللاعودة او ان يقال ان هناك قوى خارجية، تقوم بالخفاء بتصدير كل انواع الازمات التدميرية والموبقات الى الدول العربية! وبات غير مسموح ان يجرى اي تداول في مسألة الاصلاح، لان الامر سيكون نقيضا لما تريده القوى الخارجية، خاصة الولايات المتحدة التي تصر على تقسيم العالم العربي الى معتدلين ومتطرفين من اجل تسهيل تدخلها في الشؤون الداخلية للمنطقة وممارسة الضغوط على كل الاطراف بقصد الدفع باتجاه حتى تفجير صراعات مسلحة اذا امكن! وما آلت اليه الاوضاع على الساحة الفلسطينية وتحديدا ما بين حركتي حماس وفتح يؤكد ان هناك امكانية كبرى لدى الولايات المتحدة لتعميق دائرة الانقسام على الساحة العربية. واستغلال كل التناقضات للوصول الى دائرة المواجهة، وعندما يصبح رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت اقرب في علاقاته الشخصية والمباشرة مع بعض الحكام العرب، من العديد من الرؤساء والقادة العرب، فإن هذا لا بد انه يعطي انطباعا قويا بأن حال العالم العربي هو كارثي الآن ويمكن ان يتحول الى ما هو اكبر واخطر من الكارثة نفسها! فهل ان الزيارة التي قام بها رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، جاءت كنوع من الاعتراض على نظرية التوصيف الاميركية من ان هناك دولا عربية معتدلة واخرى متطرفة ام ان التحفظ الذي ابدته واشنطن على الزيارة لا يزال قائما؟ وهل اصبح الحكام والقادة العرب بحاجة الى اذن وموافقة مسبقة من واشنطن اذا ما ارادوا زيارة اية عاصمة عربية؟

مصادر
الوطن (قطر)