علينا ألا نخدع أنفسنا، خياراتنا الحقيقية في العراق تتمثل بالبقاء هناك مع كامل قواتنا أو الخروج من هناك بكامل قواتنا باستثناء كردستان، وطالما أن هذه هي الخيارات المتاحة لنا، فلننظر اليها بتمعن.

البقاء يعني ببساطة احتواء الحرب الأهلية العراقية والثمن هو استمرار موت الأميركيين والعراقيين في الوقت الذي لن تتمتع فيه الولايات المتحدة بأي نفوذ فعلي على الأطراف داخل العراق أو خارجه من أجل دفعها للتفاوض من أجل التوصل إلى تسوية.

لماذا؟ لأن كل طرف يعرف أننا باقون وبالتالي لا داعي للاستعجال.

اليوم الجنود الأميركيون هم من يدفع الثمن وبإمكان السياسيين العراقيين التشبث بأقصى ما لديهم من مطالب واظهار قدر من التشدد.

الخروج من العراق في المقابل يعني المزيد من عمليات القتل العرقي والديني والقبلي في طول العراق وعرضه، وما سنشهده من مناظر سيكون بالتأكيد الاقبح، سنرى الجنود الأميركيين المنسحبين وقد التصق بهم المدنيون والجنود العراقيون من أجل الحصول على الحماية،سنحتاج لنأخذ كل شخص عمل معنا وساعدنا في اعطائه اقامة دائمة في أميركا.

هنا أربع ايجابيات في الخروج، أولاً: لن يقتل المزيد من القوات الأميركية، ثانياً: التخوف من تفجر حرب أهلية قد يكون آخر أمل لنا لدفع الأطراف العراقية للتوصل إلى اتفاق سياسي، ثالثاً: حدوث حرب أهلية قد يوفر الأسس اللازمة لبناء تسوية فيدرالية، رابعاً: سنستعيد قوة ردعنا تجاه إيران ذلك انه لن يكون بامكانها ادماء انفنا عبر عملائها في العراق وستكون لنا الحرية في ضرب إيران، اذا ما قررنا ذلك.

لن يكون بوسع إيران إدارة بلد تعمه الفوضى كالعراق وسيشكل الوجود الإيراني في العراق مشكلة حقيقية لطهران.

من أجل هذه الأسباب أفضل الانسحاب وتحديد موعد زمني له على ان يصاحبه جهد دبلوماسي تقوده الأمم المتحدة لا الولايات المتحدة لاقناع الاطراف العراقية بحل خلافاتها السياسية، فإذا ما استطاعت هذه الأطراف تحقيق هذا الشيء فإن بالامكان ساعتها تأجيل الانسحاب.

علينا ان نقرر الآن واليوم إذا كان بالامكان حل هذا الاقتتال أو بناء سور حول هذا العنف وننتظر خارجه إلى أن يستهلك الوقت نفسه وينتهي من تلقاء نفسه.

مصادر
الوطن (قطر)