طلب عضو الكنيست غالب مجادلة (حزب العمل الصهيوني) من رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، الأربعاء، السماح له بالسفر لمقابلة الرئيس السوري، بشار الأسد في دمشق، «كسفير إسرائيل للنوايا الحسنة»، بغياب النوايا الحسنة.

وكان مكتب رئيس الحكومة أوضح في أعقاب خطاب الرئيس السوري، بشار الأسد الأخير أن «الشروط الثلاثة التي طرحها الأسد غير مقبولة- إجراء مفاوضات غير مباشرة، ومفاوضات علنية، وتعهد إسرائيلي بإعادة هضبة الجولان كاملة» وأن . «أولمرت يطالب بإجراء مفاوضات سرية دون شروط مسبقة».

وقال مجادلة في حديث مع صحيفة هآرتس إنه دعا أولمرت للاستجابة «لجنوح سوريا للسلام» الذي عبر عنه الرئيس الأسد في خطابه أمام البرلمان السوري يوم أول أمس. وأنه طلب من أولمرت الإعلان «عن استعداد إسرائيل لتنازلات إقليمية جدية ومؤلمة»، وبرأيه «يقف الأسد بكامل الجدية خلف تصريحاته وأن من واجب الحكومة الإسرائيلية أمام جمهورها الاستجابة لذلك».

وقد طالب سياسيون عرب، مجادلة، يوم أمس بموقف حيال القانون العنصري الذي صوتت عليه الكنيست الإسرائيلية والذي يمنع تأجير أو تضمين ما يعرف بـ «أراضي الدولة» للعرب مع أنها بالأساس أراض عربية. وانتقدوا تغيبه عن الجلسة، وعد قيامه بأي خطوة داخل حزبه أو داخل حكومته للتصدي للقانون العنصري.

وعقب النائب واصل طه على تصريحات مجادلة قائلا أن سوريا لا تنتظر تصريحات استعراضية ولقاءات مع سفراء سلام وهميين بل تطالب بتعهد إسرائيلي للانسحاب الكامل من الجولان قبل الشروع في التفاوض، كما جاء على لسان الرئيس السوري في خطابه أمام البرلمان يوم أول أمس. واعتبر أن تصريحات مجادلة ووجوده في الحكومة لا تتعدى كونها تجميلا للسياسات الإسرائيلية، وترويجا لحكومة ضعيفة لا تقوى على اتخاذ قرارات هامة، مثل قرار السلام والانسحاب من الأراضي المحتلة، الذي يعتبر أساسا لأي مفاوضات من أجل السلام، إذ لا يمكن أن تحتل إسرائيل أراضي عربية وتطالب بالسلام. فالأرض مقابل السلام هو الشعار الذي رفعه الرئيس الأسد، وإذا تبنت إسرائيل خيار السلام سيكون هناك أساس لبدء المفاوضات. كما وأن مجادلة عضو في حكومة وتغدق على العرب بقوانين عنصرية لا يمكن أن تصدر إلا عن نظام شوفيني، مجادلة أحد مركباته.

ووجه سياسيون انتقادات شديدة لمجادلة الذي يتماشى مع سياسة الحكومة الإسرائيلية في كافة القضايا التي تمس الفلسطينيين والعرب وامتعضوا من دعوته ليكون «سفير إسرائيل للنوايا الحسنة» معتبرين أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها أي نوايا حسنة، فكيف سيكون سفيرها، وطالبوه بالعمل على تبني حكومته لخيار السلام بدل أن يطلق التصريحات.

يذكر أن مجادلة تسلم منصبه الوزاري بعد استقالة أوفير بينيس من حزب العمل احتجاجا على ضم حزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة العنصري أفيغدور ليبرمان للحكومة.