من قال لك ياسيدي أنه يحق لك أن تعيد حساباتك (على حسابي) من قال لك بعد ان غيرت حياتي منذ سنوات طويلة أن تتراجع وتعود القهقرى بعد أن ورطتني وذهبت، من قال لك بعد أن كنت اشد المعجبين بك وأنت تخبط يدك على الطاولة معلنا انك ماركسي عتيد أو قوموي ثابت او حتى وجودي ... مخلص بكل روحك للحداثة والحب والعمل ـ انك تستطيع ان تستطيع ان تتخلى لمجرد انك اكتشفت أن الله غفور رحيم فتؤثمني وترسل بي الى الجحيم جحيمكل الذي تولول من الخوف منه .

من قال لك انك عندما تصدر لوثتك الجميلة تستطيع أن تنسحب نادما دون ان نبصق في وجهك وعلى قفاك وعلى مسارك.

من قال لك انك كنت آثما وخاطئا ومذنبا عندما اردت الحب والمسرة للجميع، واليوم تريد ان تنقذ ذاتك عبر حذلقتك وفهلويتك .

من قال لك انه يسرنا حديثك عن المقابر وعن النوادر وعن التوبة النصوح هل كنت تتكسب الشهرة على حساب روحك ؟ .. هل كنت عاهرا وعلمتنا العهر؟ هل كنت شريرا وعلمتنا الشر ؟أم كنت غافلا وتريد تعليمنا الغفلة .. لنعود اذكياء مثلك (نلحق حالنا) قبل أن (تروح علينا)، لا يا سيدي لا نريد أن نكون مثلك .. وسنعلق خطايانا واثمنا على رقبتك فأنت من أخذتنا الى هذا الطريق واخذنا نحن غيرنا وانت هربت بخبث ومكر مكشوفين.. فنحن صورة اثمك الباقية اذا كنت آثما، ونحن استمرار خطاياك اذا كنت خاطىء .نحن الحجر المعلق الى رقبتك وسنشهد ضدك .

ربما أحسست بالرضا وانت تعانق شواهد القبور باكيا واجفا نادماعلى ما اقدمت عليه، اما انا يا سيدي فقد اشفقت على انانيتك وجبنك، وانت تعيد الرجاء ان نسمعك مرة اخرى.. مرة اخيرة.. فلن اثق بك بعد اليوم، ولن تذهب الى الجنة فأنا شاهد خطاياك .