برهوم: التصدي للمتمردين اصعب مهمة يواجهها العراقيون

الجيش الاسلامي في العراق يدعو الادارة الاميركية لمفاوضات
بوش حقق نجاحا باهرا للاستراتيجية الايرانية في المنطقة

قالت الحكومة العراقية اليوم في تقرير عن مدى تقدم تنفيذها لمبادرة العهد الدولي مع العراق انها حققت معظم ما التزمت به في مجالات عدة وطلبت مساعدات اضافية لتحقيق المزيد بهذا الشأن. قدم التقرير نائب رئيس الوزراء العراقي برهام صالح عبر وصلة فيديو من العراق ومحافظ البنك المركزي العراقي سنان الشبيبي الذي حضر اجتماعا مغلقا ترأسته نائب السكرتير العام آشا روز ميغيرو وشاركت فيه الدول المعنية بالوضع العراقي لتقييم مدى التزامه بوثيقة العهد الدولي.

وذكر التقرير ان اول مهمة واجهها العراق بعد توقيع وثيقة العهد الدولي في شرم الشيخ في مايو الماضي كان ترجمة الالتزامات التي تضمنتها الوثيقة من الامن وحتى الديمقراطية وتحويل ذلك الى خطط عمل تفصيلية يمكن تنفيذها بمساعدة المجتمع الدولي. واكد التقرير تحقيق العراق للكثير في مجالات المراجعات الدستورية وانشاء لجنة مستقلة للانتخابات ومشروع قانون النفط وسن قانون الاستثمار وكذلك في مجالات ادارة المصادر العامة ومكافحة الفساد والامن وانه لا يزال بانتظار العراق المزيد من العمل لتحقيق رؤية العهد الدولي.

وذكر مبعوث الامم المتحدة للعراق اشرف قاضي في كلمته امام الاجتماع ان الحكومة العراقية "بدأت بتنفيذ الغالبية العظمى من الاعمال الملزمة لها وفقا للعهد الدولي لكنها ستتطلب وقتا ليكتمل تاثيرها".
واضاف انه "في الوقت الذي يتركز فيه معظم الاهتمام الاعلامي على المصاعب والعنف فان التقدم الذي جرى احرازه حتى اليوم يمثل تذكرة قوية بالتطورات الايجابية".

من جانبها قالت روز ميغيرو ان التقرير نفسه "يوفر سجلا جيدا بالانجازات ويتضمن جردة حساب مفيدة للغاية حول الوضع في العراق ويظهر كلا من التطورات والعراقيل" مشيرة الى ان الموقف الامني يظل العامل الاكثر تاثيرا على تنفيذ خطة العهد الدولي. وخلصت الى انه "بالنظر الى سياق العنف المتواصل في العراق فان تقدما مدهشا تم تحقيقه حتى الان في تنفيذ العهد الدولي" مشددة على حاجة الحكومة والشعب في العراق لدعم مستمر من المجتمع الدولي بكل الطرق الممكنة لتجاوز الوضع الراهن البالغ الصعوبة ومواجهة التحديات المتزايدة.

وقال برهام صالح امام الاجتماع عبر وصلة الفيديو انه على الرغم من تحقيق حكومته تقدما فان "الامر سيستغرق شهور وربما اعوام قبل ان تظهر نتائج محددة ملموسة على الارض".

وقال ان التقدم يستحق التنويه به بالنظر الى انه يتم في سياق بيئة امنية وسياسية بالغة الصعوبة وفي ظل تحديات مثل مكافحة الانشطة الارهابية والتمرد والمستوى المرتفع من الفساد ووجود جهاز محاسبي لم ينضج بعد الى جانب تداعيات عدم الاستقرار السياسي والجدل المتواصل حول تواجد قوات اجنبية في العراق وتذبذب مساعدات التنمية وتفشي ثقافة الاعتمادية وتزايد هجرة العقول خارج العراق.

واوضح ان التصدي للمتمردين "اصعب مهمة يواجهها كافة العراقيين وسنواصل ملاحقتهم كما سنواصل حوارنا عندما يكون ممكنا مع الجماعات التي تعارض السياسة الاستراتيجية للحكومة".

واعتبر ان الوقت حان امام الولايات المتحدة والحكومة العراقية لوضع تعريف اكثر وضوحا لوضع قوات التحالف في العراق "في سياق معركتنا ضد الارهاب وردع بعض القوى الاقليمية المؤذية" في اشارة غير مباشرة لايران. واضاف ان الطريق الى الامام يتطلب تطوير القوات الامنية العراقية حتى تحوز القدرة على فرض القانون والنظام والاعتماد على نفسها "لكننا لا زلنا بحاجة الى وقت" محذرا من انسحاب القوات الاجنبية من العراق "قبل ان نتمكن من الاعتماد على قواتنا سيسبب كارثة للعراق والمنطقة".

وذكرت مصادر دبلوماسية ان الاجتماع المغلق شهد توجيه ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا انتقادات الى الحكومة العراقية لافتقادها الشفافية في نفقاتها وعلى الوتيرة البطئية التي تجري بها الاصلاحات وخاصة في القطاع النفطي.

من جانبه قال مستشار السكرتير العام لشؤون العهد الدولي ابراهيم غامبري ان كلا من العراق والمجتمع الدولي بحاجة للقيام بالمزيد من الجهود للايفاء بالتزامات وثيقة العهد مشيرا الى ان الوثيقة لم تشهد سوى تعهدات بدفع 40 مليون دولار من المساعدات وذلك لدى اطلاقها في شرم الشيخ خلال مايو الماضي. واوضح انه سيقوم مع محافظ البنك المركزي العراقي سنان الشبيبي باجراء محادثات في عدد من الدول من بينها السعودية والكويت وبلغاريا ودولا اخرى لتحفيزها على المساهمة اكثر في التزامات العهد الدولي.

اما الشبيبي فاوضح ردا على سؤال صحافي ان مسألة اعفاء العراق من ديونه الخارجية وصلت الى مرحلة متقدمة بعد قيام العديد من الدول الدائنة بالغاء او خفض ديونها على العراق "ونتفاوض حاليا مع دول اخرى للحصول منها على الغاء لبعض الديون على اقل تقدير". وفيما يتعلق بصندوق تعويضات المتضررين من الغزو والاحتلال العراقي للكويت عام 1990 قال الشبيبي ان حكومته ستواصل مناقشة هذه المسألة مع السكرتارية العامة للامم المتحدة واعضاء مجلس الامن.

الكويت تأمل في ان ينفذ العراق التزاماته طبقا للعهد الدولي

من جانبها اعربت الكويت الجمعة عن أملها في أن تتمكن حكومة العراق من تنفيذ تعهداتها والتزاماتها في المجالات الأمنية والسياسية والتنموية طبقا لمبادرة العهد الدولي.جاء ذلك في كلمة المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله مراد في اجتماع العهد الدولي من أجل العراق الذي عقد اليوم بمشاركة عدد كبير من الدول الاعضاء للاستماع الى التقرير المرحلي الاول عن التقدم المحرز حتى الان في تنفيذ مبادرة العهد الدولي.

وتعهدت دولة الكويت ببذل اقصى الجهود في مساعدتها على ذلك داعية المنظمة الدولية الى مواصلة دورها في العراق وتعزيزه.وقال السفير المراد "ان دولة الكويت تأمل في ان تتمكن حكومة العراق من تنفيذ تعهداتها والتزاماتها في المجالات الأمنية والسياسية والتنموية "وسوف تجد من دولة الكويت كل الدعم والتأييد".

واعرب عن ارتياح دولة الكويت للانجازات التي بدأت تتحقق في مجالات عدة في العراق لاسيما ما يتعلق في الجهود الخاصة بالمصالحة الوطنية وقال "نشعر بارتياح لعودة القوى السياسية الى البرلمان وهو ما نأمل في ان يكون بداية لهذه المصالحة".

واضاف ان جهود الحكومة العراقية في مخالف المجالات لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية "تعتبر محل تقدير المجتمع الدولي..ونحن في دولة الكويت ندعم هذه الجهود." و اكد ان دولة الكويت تبذل من جانبها أقصى الجهود من أجل مساعدة العراق على الخروج من الأزمة التي يعانيها وتنفيذ مبادرة العهد الدولي "انطلاقا من قناعتها بأن استتباب الأمن والاستقرار في العراق سيكون من مصلحة جميع دول المنطقة والعالم".

وذكر مراد بالاجتماع الرابع لوزراء داخلية دول الجوار الذي سيعقد في دولة الكويت في اكتوبر المقبل للبحث في الأمور الأمنية والتي هي من صلب معاناة الشعب العراقي "وهو ما يؤلمنا جميعا لما نراه يوميا من عمليات ارهابية".

كما ذكر بأن دولة الكويت شاركت ومنذ البداية في كل الاجتماعات الاقليمية والدولية الخاصة بالعراق بما فيها اجتماعات دول الجوار سواء على مستوى وزراء الخارجية أو وزراء الداخلية واستضافت أحد اجتماعات مبادرة العهد الدولي في شهر اكتوبر الماضي وشاركت في اجتماع شرم الشيخ في مايو الماضي والذي تم فيه اطلاق المبادرة.

واشاد بدور الأمم المتحدة في مساعدة العراق وتأكيد اهمية مواصلة هذا الدور وتعزيزه وطالب المجتمع الدولي بمواصلة دعمه وجهوده لمساعدة العراق على مواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها.وشكر الأمم المتحدة على عقد مثل هذا "الاجتماع المهم" وحيا نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح الذي قدم عبر الفيديو التقرير المرحلي الأولي عن التقدم المحرز في تنفيذ مبادرة العهد الدولي من أجل العراق.

كما رحب بمحافط البنك المركزي العراقي سنان الشبيبي على حضوره للاجتماع وأعرب عن تقديره لممثل الامين العام للعهد الدولي ابراهيم غمباري لجهوده في هذا المجال.وكان غمباري قد أبلغ الصحافيين عقب الاجتماع المغلق بأنه سيقوم رفقة الشبيبي بزيارة عدد من الدول التي تعهدت في اجتماع شرم الشيخ بمساعدة العراق ماليا منها دولة الكويت والسعودية.

وتعليقا عل ما ورد على لسان الشبيبي الذي أبلغ الصحافيين بأن حكومته ستواصل نقاشها مع الامانة العامة وأعضاء مجلس الامن لاغلاق صندوق التعويضات قال مراد في تصريح ل(كونا) ان القرار راجع لمجلس الامن الذي انشأ الصندوق.لكنه تابع قائلا "ولا نأمل في ذلك لان نسبة خمسة في المئة من عائدات النفط العراقية التي خصصت لدفع تعويضات للمتضررين الكويتيين وغير الكويتيين من جراء غزو العراق لدولة الكويت في عام 1990 "لا تمثل نسبة مرتفعة".

مصادر
كونا (الكويت)