من المؤكد ان هناك من يعتقد انه لولا التحالف السوري - الايراني الذي يعارض ويواجه مشاريع الهيمنة الاميركية - الاسرائيلية على دول المنطقة ومقدرات شعوبها لتحولت هذه الاخيرة الى «جثة هامدة» ولكانت اقدام واشنطن وتل ابيب تدوس كل الرقاب العربية، ويبدو واضحا ان البعض يرى في هذا التقييم نوعا من المبالغة السياسية والاعلامية ولكن التدقيق في المعطيات والوقائع يقود الى مثل هذا الاستنتاج، فلنتصور شرق أوسط دون دولة قوية مثل ايران ودولة ممانعة مثل سوريا ماذا كان سيحل بالمنطقة عامة؟ وأي مصير كان ينتظر الشعوب العربية وهي التي تتعرض حاليا لحملات حصار وتجويع مبرمجة ومنتظمة حتى تفقد ثقتها بنفسها وتكفر بتاريخها وقدرها ومصيرها وتتجاوب مع طروحات الاستسلام التي يتم تسويقها دوليا وغربيا عبر مبادرات ومشاريع تهدف أساسا الى تصفية القضية الفلسطينية وبالتالي القضاء على الصراع العربي - الصهيوني؟.

فعنوان هذه المرحلة هو اعتبار منظمات المقاومة حركات ارهابية وميليشيات مسلحة خارجة على القانون وهذا ما يمكن تلمسه في القرارات الاخيرة التي صدرت عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتي دعا فيها الى حل جميع الميليشيات المسلحة في مناطق السلطة وذلك في اشارة واضحة الى حماس التي يعتبرها الرئيس الفلسطيني مجرد منظمة غير شرعية وربما ارهابية ولابد من حلها ومصادرة اسلحتها تماما كما يفعل فريق الاكثرية الحاكمة في لبنان الذي يضغط ويبذل المستحيل لتجريد حزب الله من سلاحه وممارسة كل انواع التشويهات والموبوقات ضد قياداته السياسية والروحية.

مصادر
الوطن (قطر)