المعارضة مطيّة للهروب إلى أوروبا وأميركا

لا تزال الخلافات بين الأحزاب والتيارات الكردية تشكّل عائقاً أمام العمل في سوريا، إذ ان هذه الأحزاب غير المرخص لها من جهة تتفاقم خلافاتها يوماً بعد يوم. وكان أحدث هذه الخلافات ما أسفر عنه انسحابات في تيار المستقبل الكردي في سوريا، وما تلا ذلك من بيانات تهاجم الناطق باسم هذا التيار في سوريا مشعل التمو. وقال التمو في لقاء خاص مع "إيلاف" حول هذه الخلافات وأبعادها "نحن في الأصل مجموعات ومن الطبيعي أن يكون التآلف والانسجام غير كامل"، ورأى أنه "من الطبيعي أن تتجه الحركة الكردية كشكل نحو منحيين: تيار معارضة سليمة وديمقراطية للنظام الأمني وتيار موالاة سياسية". وأضاف التمو "طبيعي في هذه الحالة أن يكون هناك انقلابات وانسحابات من هذا الطرف أو ذاك بهدف خلق أو إيجاد واصطفاف جديد ليكون سمة للحركة الكردية في هذا الظرف الراهن".

ويوضح "انسحب 5 أعضاء من التيار ثلاثة منهم من المؤسسين ....وهم انسحبوا للأسباب التي أعلنوها في بيانهم على أنها تنظيمية وفكرية ونحن نحترم رغبتهم أما البقية فهم أما مبعدون منذ زمن طويل كحالة السيد أحمد حيدر الذي ترك العمل في التيار منذ أكثر من سنة ونصف، ومنهم من أبعد بقرار لأسباب متعددة ورغم ذلك فنحن نفهم الضجة الانترنيتية وتجميع هؤلاء الأشخاص لتأخذ انسحاباتهم المتأخرة جداً منحنى يسيء إلى خط التيار السياسي وتوجهه المعارض لهذا النظام".

وأوضح التمو "بشكل عام هناك فرز كامل في المجتمع الكردي. هناك جيل شاب يستند إلى قيم نضالية جديدة أوجدتها انتفاضة آذار (أحداث القامشلي) مع كسر حاجز الخوف لديه الحاجز الذي يشكل عائق أمام أغلبية الجيل الكلاسيكي في الحركة الكردية، هذا الشاب يمتلك إرادة مقاومة فعل لم يعد يكتفي بالبيانات يريد عملاً ملموساً ويصطدم دائماً بعقلية حزبية لا تجند النضالات العملية لذلك ينفصل الشباب بشكل مجموعات أو فرادى عن هذا الإطار أو ذاك لينضموا إلى أطر أخرى يتوافق منها بالرأي والتوجه السياسي والعملي وأنا أجدها مسألة طبيعية جداً لأن المرحلة التي تمر على المنطقة ككل تستوجب اصطفاف جديد وقناعات مختلفة عما سبق".

وحول تأثير ذلك على العمل الحزبي والمدني الكردي قال التمو إن "الفرز فرز سياسي فطبيعي جداً أن يتبع أي شاب من الشباب قناعاته السياسية التي تكونت بفعل متغيرات المنطقة كلها".

ورداً على سؤال حول الانقسامات وشأنها في تشويه العمل قال التمو "بالعكس تماماً أن المرحلة في نتيجة هذه الانتقالات ستولد تيارات سياسية أكثر جذرية وأكثر وعياً بضرورة الديمقراطية وضرورة العمل من اجل بناء دولة مدنية". وبرأي التمو أن "المرحلة القادمة تحمل ملامح سياسية تجسد فعل الشارع رغم أن الكثير من أسماء الأحزاب والأطر ستبقى كأسماء لكن المعيارية ستكون لفعل الشارع وهذا الفعل هو الذي سيحدد قوة الحركة الجماهيرية في مواجهة السلطة الأمنية".

وأشار التمو إلى ظاهرة انتشار الجمعيات الثقافية والنوادي والمجموعات الشبابية الأخرى، والتي اعتبرها "أكبر دليل على عدم قدرة الفكر الحزبي الكلاسيكي لاحتواء هذا الشارع وتجسيد طموحه والتعبير عن أهدافه".

وردا على فكرة انه في الفترة الأخيرة تعددت أسفار المعارضين السوريين بعد تصعيد خاطباتهم ضد النظام وتردد أن الكثيرين منهم سينتقلون بالعيش في أميركا وأوروبا نهائياً على شكل لجوء سياسي اجاب التمو انه "من حق أي مواطن سوري أن يقتنع بالفكرة أو الرأي الذي يناسبه، من حقه أن ينضم إلى المعارضة أو أن يكون معارضاً أساساً سواء كان في داخل سوريا أو خارجها ويبقى الأساس التوجه السياسي والفكر الذي يطرحه هذا المعارض أو ذاك ومدى ملاءمته لمستقبل سوريا كبلد متعدد القوميات والاثنيات وآليات التوجه نحو الديمقراطية وبناء دولة مدنية خالية من الاستبداد، دولة الكل الاجتماعي لذلك المسألة ليست مسألة خطابات بل مسألة فعل سياسي يجسد فعل جماهيري يكون حاملاً لهذا التغيير فلا تغيير دون حامل اجتماعي ودائماً هذا الحامل له العديد من الجوانب الداخلية والخارجية بمعنى هناك تكامل بين الفعل الداخلي والخارجي وتجانس الفعلين وموضوعية طرحها السياسي هو الذي يشكل القوة الدافعة لإنهاء احتكار حزب البعث وإنهاء ركائز الدولة الأمنية القانونية والسياسية".

واعتبر التمو أن "العمل المعارض طريق طويل وشاق لا يستطيع أي كان أن يستمر فيه لمجرد رغبته في نيل جنسية ذلك البلد أو ذاك بمعنى أن المسألة مسألة فعل واستمرارية وفكر وقناعة سياسية لذلك نجد بعض الشخصيات التي ترتفع أصواتها فجأة وتحبو بنفس السرعة التي ظهرت بها لمجرد حصولها على جنسية ذلك البلد أو ذاك أو اللجوء السياسي إليه وهذه ليست المعارضة الفعلية واعتقد أن المعارضة الفعلية موجود كما في كل الساحات وعمودها الفقري الأغلبية الصامتة من المجتمع السوري التي سيلمسها الجميع عندما تحين اللحظة السياسية المناسبة".

مصادر
ايلاف