لماذا نلوم السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان على تدخله ودوره الكبير والخطير في الشؤون الداخلية اللبنانية ولا نلوم أنفسنا كدول وشعوب عربية على التقصير المتعمد الذي يمارسه السفراء العرب في الخارج خاصة في البلدان الغربية حيث يكتفي هؤلاء بمزاولة الاعمال التجارية وممارسة الانشطة التي تدر عليهم وعلى افراد اسرهم الاموال والارباح الطائلة؟! واذا كان ما يقوم به السفير فيلتمان في بيروت هو امر مرفوض لأنه يتجاوز الحدود المرسومة او المتعارف لعمل اي سفير إلا ان المسألة تطرح وجها آخر وهو ان السفراء يمكن لهم ان يقوموا بأدوار مهمة للغاية في خدمة سياسات بلدانهم وفي نفس الوقت يمكن ان يتحولوا الى عبء على هذه السياسات كما هو الحال بالنسبة لمعظم السفراء العرب. ومن المؤكد ان مسؤولية التصدي لهذه الاعمال التجاوزية التي يقوم بها السفير الاميركي في بيروت هي من اختصاص الشعب اللبناني وقواه الوطنية ولا مانع ان تكون هناك مساندة من بعض الدول ولكن الأمر اللافت هو انه في الوقت الذي يحدث فيه كل هذا التدخل الاميركي السافر في شؤون لبنان الداخلية فإننا نجد ان هناك في العالم العربي من يطالب بأن يكون في كل عاصمة فيلتمان آخر باعتبار ان هؤلاء العرب قد اعتادوا على مسألة التدخل الاجنبي. وبالنسبة للبنان واللبنانيين فإن القضية تحولت هنا الى نوع من الادمان السياسي! اذ ثبت عمليا ان اللبنانيين غير قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم مباشرة بل هم يريدون دوما جهة وصائية تمارس عليهم اعطاء الاوامر والتعليمات وما عليهم سوى تنفيذها بدقة.

مصادر
الوطن (قطر)