قيادات عراقية تجتمع لـ "حلحلة" الأزمة السياسية

في استجابة سريعة لنصائح الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي وصفه ديمقراطيو بلاده بأنه أسوأ رئيس حكم أمريكا، أعلن مسؤولون عراقيون أمس (الاثنين) أن الزعماء السياسيين الخمسة الكبار في العراق قد يجتمعون بهم الجمعة المقبل لإنهاء الأزمة السياسية التي حالت دون إقرار الاستحقاقات المطلوبة من حكومة بغداد، وأبرزها قوانين النفط واجتثاث البعث ومجالس المحافظات، ورفض الحزب الإسلامي الانضمام للتحالف الرباعي الجديد الذي يشمل أحزاب المجلس الإسلامي الأعلى والدعوة والديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، بحجة ضلوع أطراف في التحالف بمحاصرته ومحاولة القضاء عليه، ودعا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إلى ضرورة سعي الكتل السياسية لإحداث التوازن في القوات الأمنية الحكومية ونبذ الطائفية كعلاج لمشكلة النازحين والمهجرين واللاجئين، وطالب النائب عن جبهة التوافق حسين الفلوجي باستقطاب العرب السُنة للانضمام للقوات الأمنية، وإقرار القوانين المهمة الممهدة للأرضية المناسبة للمصالحة.

في المقابل أعلن السناتور الديمقراطي الأمريكي روس فاينجولد انه يعتزم تقديم مشروع قرار لتوجيه “اللوم” للرئيس بوش لسماحه للقوات الأمريكية بالسقوط في مستنقع العراق، وخطوات أخرى مجافية للصواب في حربه على الإرهاب، بينما وصف زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد بوش بأنه “موصوم بالفعل من الشعب الأمريكي بأنه أسوأ رئيس حكمنا على الإطلاق، ولا أعتقد أننا نحتاج إلى قرار بتوجيه اللوم من مجلس الشيوخ لإثبات ذلك”، وفي يوم دام قتل أكثر من 24 عراقياً وجرح 59 آخرون في هجمات أبرزها 4 تفجيرات في بغداد، وعثر على 27 جثة في بغداد بينما لقي 4 جنود أمريكيين مصرعهم.

وصرح مسؤولون عراقيون أمس الاثنين أنه من المقرر أن يعقد زعماء العراق السياسيون الخمسة الكبار نهاية الأسبوع الحالي اجتماعات في مسعى لإنهاء أزمة سياسية تسببت إلى حد كبير في شل البلاد على مدى شهور. وأبلغوا “رويترز” أن الزعماء الأكراد والعرب السنة والشيعة يعترفون بالأزمة السياسية وأنهم قد يجتمعون الجمعة. وقال مسؤول حكومي كبير للوكالة “إنهم سيعقدون اجتماعات متواصلة. حتى الآن لدينا السابع والعشرين كموعد مبدئي لكنه لم يتأكد بعد بشكل نهائي”. وستضم القمة الرئيس جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائب الرئيس طارق الهاشمي ومسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بنوع من الحكم الذاتي ومساعد كبير لزعيم التحالف الحاكم عبد العزيز الحكيم.

وقال المسؤول الحكومي إن القمة قد يتم توسيعها أيضا لتشمل شخصيات أخرى أساسية مثل رئيس الوزراء السابق إياد علاوي.

ومن المتوقع أن يناقش الزعماء موضوعات مختلفة مثل كيفية الاتفاق على تعديل الدستور، ومسألة هوية مدينة كركوك النفطية.

وقال مسؤول كبير طلب عدم ذكر اسمه “إن الموقف جد خطير والبلد مشلول ولذلك هم في حاجة للاجتماع لتحريك الأمور للأمام”. وهناك حديث خلف الكواليس عن تعديل وزاري، لكن البعض يعتقد أن ذلك من شأنه دفع العراق إلى حافة الانهيار لأن مختلف الفصائل ستحاول حينئذ إثارة موضوعات تم بالفعل الاتفاق عليها. وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على العراق لتسريع إقرار قوانين عدة تهدف إلى وأد العنف الطائفي.

من جانب آخر، أكد النائب عن التوافق حسين الفلوجي ل “الخليج” أن أي عملية مصالحة يجب أن يكون لها برنامج سياسي واضح وأنها ستفشل في حال تم ترأسها من قبل أشخاص يمتلكون روح الانتقام وعدم التسامح ورفض تجاوز الماضي، منبهاً إلى انه في حالة حدوث ذلك فإن العراق بحاجة إلى سنوات لتحقيق المصالحة الحقيقية لطي صفحة الماضي ونسيانه. وطالب الفلوجي بالسماح للسنة بالدخول في القوات الأمنية، وإقرار قوانين مهمة في البرلمان كقانون المساءلة والعدالة باعتبار أنها خطوات مهمة، مؤكدا أنها تزيل شعور التهميش والإقصاء.

وحذر من أن تكون هذه اللجان هي للتسويق الإعلامي والسياسي فقط لجذب الرأي العام،مؤكدا أن الأيام القادمة كفيلة بكشف من يتاجر بهذه المصطلحات، ولا يبدي اكتراثاً لدماء العراقيين.

في غضون ذلك بحث وزير الخارجية هوشيار زيباري مع السفير الإيراني في العراق حسن كاظمي قمي أمس (الاثنين) الاستعدادات الجارية لعقد الجولة الثانية من المباحثات الأمريكية الإيرانية العراقية، المقرر عقدها في بغداد صباح اليوم الثلاثاء.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إن زيباري أعرب لقمي عن حرصه على أن تأخذ جولة المباحثات تلك بعداً عملياً مناسباً، للخروج بالآليات المناسبة لدعم الأمن والاستقرار في العراق. وشدد زيباري على أنه سيواصل مساعيه من أجل عقد هذه اللقاءات مستقبلاً على النحو المناسب، لتحقيق الأهداف المرجوة. وحضر لقاء الوزير زيباري مع السفير الإيراني وكيل الخارجية العراقية لبيد عباوي.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)