جددت خطبة بشار الأسد الأخيرة، كرد اولمرت ايضا، نقاشا حول سؤال هل الأسد جدي؟، وهل يقصد ما قال حقا؟ مع كل الاحترام للسؤال ليست هذه هي القضية التي يجب ان تكون في مركز الخطاب العام في اسرائيل. وحتي سؤال هل الأسد قادر ليس مهما جدا. السؤال المهم هو: هل اتفاق سلام اسرائيلي ـ سوري، مع افتراض أنه ممكن، ذو جدوي لاسرائيل. سيكون اتفاق السلام هذا، مع افتراض انه سيكون مشابها لما تم احرازه تقريبا في سنة 2000، قائما علي اعادة هضبة الجولان كلها الي سورية وستحصل اسرائيل مقابل ذلك علي اربعة اشياء: سلام مشابه للسلام مع مصر، وتسويات أمنية، ووعد سوري بألا تؤيد سورية الارهاب المضاد لاسرائيل، ووعد بأن تستمر جداول الجولان بالتدفق (نظيفة) علي بحيرة طبرية. هل الاتفاق ذو جدوي؟ بازاء مزايا السلام توجد ستة اسباب للتحفظ علي هذا الاتفاق الممكن: لا يحل الاتفاق ولا حتي مشكلة واحدة من المشكلات الأمنية الاخري لاسرائيل. فهو لا يؤثر البتة في التهديد الذري الايراني، وهو لا يخفف من النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني (بل العكس)، وبخلاف الوضع في 2000، لا يعد بحل حزب الله في لبنان. لا يُسوي اتفاق السلام مع سورية علاقات اسرائيل بالعالم العربي ولا يُسهم في شرعيتنا الدولية. من المعقول ان يُقرب اتفاق سلام مع سورية، وتطبيع وفتح الحدود نهاية الحكم المتكَلَف للأقلية العلوية للأكثرية (80 في المئة) السنيّة. عندما يسيطر أهل السنة، مع تأثير الاخوان المسلمين، فليس من الواضح البتة أن يحترموا اتفاقا وقعه الكافر غير الشرعي بشار الأسد . الرابعة، تأييد الولايات المتحدة. لن تعارض الولايات المتحدة مسيرة سلمية اسرائيلية ـ سورية، لكنها بخلاف الماضي لن تكون مستعدة للانفاق عليها. في جميع اجراءاتها السلمية السابقة ـ مع مصر، ومع الفلسطينيين بل مع سورية (في المحاولة السابقة لاحراز السلام) ـ كان واضحا أن جزءا كبيرا من تعويضنا سيدفعه الامريكيون لا الجانب العربي. الآن، بلا تعويض كهذا، قلّت جاذبية الاتفاق. والسبب الأهم من الجميع: الأمني. صدورا عن معرفة عميقة بالترتيب الأمني الذي بُحث في سنة 2000، أعتقد أنه لا يمكن أن يعطي اسرائيل أقل قدر من الرد الأمني المطلوب. وفي النهاية، هضبة الجولان احدي المناطق الوحيدة التي ما تزال تُمكّننا من الخروج لاستنشاق الهواء ، والتمتع بنزهة حقيقية يوجد فيها منظر طبيعي، ومياه وتاريخ يهودي. في ذلك يوجد من يقولون انه يمكن التنزه في الجليل، وفوق ذلك سيكون في الامكان قضاء العطل في الجولان عندما يكون تحت السيطرة السورية. صحيح، لكن سكان هضبة الجولان بعد أن يستوطنوا الجليل من جديد، سيفقد الجليل ايضا غير قليل من المناظر الطبيعية والطبيعة. فيما يتعلق بالنزهة في هضبة الجولان تحت السيادة السورية . وتلخيصا نقول هل اتفاق سلام كهذا ذو جدوي رغم التحفظات الستة؟ ـ هذا نقاش مشروع ومن الصحيح ان يُجري، بشرط ان ندرك أن هذا هو النقاش الحقيقي لا سؤال الي أي حد يريد بشار السلام .

* رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي سابقا

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)