اهتمت الصحف الاسرائيلية بالاتصالات التي يجريها مبعوث اللجنة الرباعية الدولية طوني بلير في اسرائيل. فعرض ألوف بن في صحيفة "هآرتس" أمس المواقف الاسرائيلية من مهمة بلير الجديدة، وكتب: "قبل مجيء مبعوث الرباعية طوني بلير الى المنطقة، بلورت رئاسة الحكومة في القدس سياسة احتضان للمهمة. فمن وجهة النظر الاسرائيلية تشكل مهمة بلير فرصة كبيرة، قلائل هم الاشخاص الذين لهم موقعه وعلاقاته وتجربته. ولا تثير الفكرة السائدة أن بلير لن يكتفي بالصلاحيات القليلة المعطاة له، وانما سيسعى الى وساطة لتسوية سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين، قلق القدس. فالأفضل ان يتوسط بلير على ان يقوم بذلك من هم أقل مودة معنا، مثل كوندوليزا رايس او خافيير سولانا.
رئيس الحكومة ايهود اولمرت الذي يستضيف اليوم بلير على مائدة العشاء يكنّ تقديراً خاصاً له، وسيحاول الاستفادة من علاقات بلير الدولية كي ينقل بواسطته رسالة توضح رغبة اسرائيل في تسوية مع الفلسطينيين، وانها لا تريد الاحتفاظ بالمناطق وهي راغبة في ترسيخ وضع رئيس السلطة محمود عباس. بالنسبة الى أولمرت، يمكن بلير ان يكون وسيلة اتصال بالسعوديين واطراف آخرين في العالم العربي.
تنبع الأهمية الحقيقية لشخصية بلير من علاقاته الوطيدة مع الرئيس الأميركي جورج بوش. فهو أكثر زعيم في العالم ساعد بوش في حرب العراق وبعدها. وبوش مدين له، وأناس في الشرق الأوسط يعرفون ذلك ويحترمونه على هذا الاساس. ففي حال وضعوا العقبات امام مهمته لن يتأخر في نقل شكواه الى البيت الأبيض. لكن تجربته السياسية التي جعلته يفوز ثلاث مرات برئاسة الحكومة البريطانية ستدفعه الى التحرك الحذر، فيقلّل من ظهوره الاعلامي ويكون أكثر اصغاء الى محاوريه، وسيوضح أنه مهتم فقط ببناء مؤسسات الادارة الفلسطينية.
مهمة بلير ستبدأ خلال زيارته المقبلة اواسط ايلول مع انعقاد "المؤتمر الاقليمي"، حينها سيعرض امام الاسرائيليين والفلسطينيين توجهاته وخططه بالتفصيل. تشير القدس الى عدد من الاختلافات المحتملة مع الموفد.
اولاً، يؤمن بلير بأن النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني هو مصدر لمشكلات دولية كبرى ويجب حله. كما يعتقد ان الحل يتطلب وسيطاً جيداً. اما الجانب الاسرائيلي فيظن ان الأمر أكثر تعقيداً، لكنه مستعدّ للإستماع الى وجهة نظره.
ثانياً، اوساط مقربة من بلير تحدثت في الاشهر الأخيرة عن المحادثات مع سوريا وحتى مع حماس، وهذه امور لا تثير حماسة كبيرة في مكتب اولمرت. ولكن حتى الآن لا سبب للقلق. فالقيادة الاسرائيلية تقف اليوم بالصف للاجتماع ساعة مع بلير، وستبقى تطارده حتى لو قام بمبادرة مع الجانب العربي. المبعوث الدولي الذي سبق بلير، جيمس ولفنسون، أنهى مهمته غاضباً ومحبطاً. والدرس الذي استخلصته القدس من فشل العلاقه به فرض عليها تدليل المبعوث الدولي وضمّه اليها. لا ترغب اسرائيل في ان تتعرض مجددا الى انتقادات من جانب بلير، مثل تلك التي تعرضت لها من جانب ولفنسون، لذا ستحاول ابقاءه الى جانبها على الأقل الى ان تنشب خلافات اساسية".

مصادر
النهار (لبنان)