للمرة الأولى تبرز صحيفة غربية الأزمة الكبيرة التي تعرض لها المناضل الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة مع السلطات “الإسرائيلية” التي أرغمته على الهجرة إلى الخارج بعد أن كان من أقوى الأصوات الفلسطينية في الكنيست “الإسرائيلي”.

وأعلن بشارة في حديث نادر مع صحيفة “الجارديان” البريطانية أمس أن السلطات “الإسرائيلية” كانت تسعى إلى تقديمه للمحاكمة وإدانته لأنهم يريدون تحقيق ذلك، ساخراً من الديمقراطية “الإسرائيلية” القائمة على اغتصاب الأرض ومنح حرية الكلام.

ولكنه يعلن بإصرار “لن أجعلهم يحققون النجاح فإنني بالغ الحذر وأحسب خطواتي بعناية”.

وأشارت الجارديان في بداية موضوعها إلى أن بشارة كان نائباً مرموقاً يمثل 1،5 مليون عربي يقيمون في “إسرائيل” ولكنه أصبح الآن يواجه بعض أسوأ المزاعم التي وجهت ضد أي عضو في الكنيست “الإسرائيلي”، وتروي الجارديان خلفية أزمة بشارة فتقول إنه عندما قامت “إسرائيل” بعدوانها على لبنان الصيف الماضي كانت هناك أصوات قليلة منشقة في “إسرائيل”، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت تأييداً شعبياً للنزاع المسلح، ولكن بشارة اعتبر حزب الله حركة مقاومة تخوض حرباً أشعلت “إسرائيل” نيرانها وقد عبر عن هذا الرأي في وسائل إعلام مختلفة وهاجم بشدة عدوان “إسرائيل” الذي استهدف المدنيين على نحو بربري ومتعمد وبعد الحرب سافر هو ومجموعة صغيرة من نواب حزبه إلى سوريا ولبنان وهما دولتان عدوتان في القاموس “الإسرائيلي” وهناك واصل شجبه لحكومة “إسرائيل” وبعد فترة قصيرة أصدر النائب العام “الإسرائيلي” أوامره إلى الشرطة لإجراء تحقيق جنائي مع بشارة، وغادر “إسرائيل” بعد ذلك إلى الأردن وكانت الشرطة “الإسرائيلية” أوضحت أنها تحقق معه بالنسبة لمزاعم عن “اتصاله بعملاء أجانب وتقديم معلومات إلى العدو”.

وفي مقابلة مع الصحيفة نفى بشارة المزاعم التي ساقتها “إسرائيل” ضده وأكد أن السبب الحقيقي لذلك لم يكن تصرفاته خلال حرب لبنان ولكن مطالبته العلنية والمستمرة بضرورة إجراء تغيير جذري في طبيعة “إسرائيل”.

وأوضح بشارة أن “إسرائيل” كانت تريد شجب الايديولوجية السياسية التي تؤمن بها ولذلك فإنهم ساقوا هذه الاتهامات، ومرة أخرى يصر بشارة في حديثه على أن كل الاتهامات التي ساقتها “إسرائيل” ضده غير صحيحة.

ويقول بشارة إنه ليس صحيحاً على الإطلاق إن العرب يتمتعون بحقوق كاملة في “إسرائيل” ويتساءل لقد اغتصبت الأرض وبعد ذلك تعطيني حرية الكلام، من الفائز هنا؟ ويضيف قائلاً استردوا حرية التعبير وأعطوني مرة أخرى فلسطين.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)