لا تزال منطقة الشرق الاوسط تعيش في اجواء حالة الحرب وذلك بالرغم من كثرة الموفدين الدوليين الذين يزورون عواصمها تحت شعار «تهيئة الاجواء لاحياء عملية السلام».

فالتوتر القائم في لبنان جنوبا وشمالا هو مؤشر واضح على ان العمليات العسكرية والحربية يمكن ان تستأنف بين حزب الله واسرائيل في اي لحظة كما ان المناورات والاستعدادات العسكرية الضخمة التي يجريها الجيش الاسرائيلي في الجولان السوري المحتل تدعو الى القلق وهي زادت من حدة التوتر على خطوط وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل وفي قطاع غزة تستمر قوات الاحتلال بفرض حصارها السياسي والعسكري والامني والاقتصادي على اكثر من 5‚1 مليون مواطن فلسطيني من اجل اسقاط حركة حماس ودفعها الى الانتحار في الوقت الذي تتحول فيه المواجهات بين قوات الاحتلال الاميركي والمقاومة العراقية الى نوع من حرب الاستنزاف اليومية، فهل تعني هذه المعطيات أن المنطقة ذاهبة الى مواجهة جديدة قد تكون هذه المرة اكبر واكثر خطورة من تلك التي حدثت في شهر يوليو العام الماضي؟ ام ان كل هذه المظاهر هي مجرد «تهويمات» سياسية واعلامية لحرب وقعت ويحاول كل طرف ان يعزز شروطه واوراقه؟!

إن من المؤكد ان المنطقة لا تزال بعيدة كل البعد عن اجواء السلام العادل والشامل، والتحرك الذي يقوم به توني بلير موفد اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط لا يهدف الى تعزيز هذه الاجواء بل لتشديد الحصار على حركة حماس ودفع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحكومة سلام فياض الى تقديم المزيد من التنازلات لاسرائيل لتضاف الى قائمة التنازلات الكبيرة والخطيرة التي قدمها الجانب الفلسطيني منذ اتفاقيات اوسلو وحتى الآن.

مصادر
الوطن (قطر)