أعلن وزيرا الخارجية المصري احمد ابو الغيط ونظيره الاردني عبد الاله الخطيب انهما لمسا ’’تعقيبات إيجابية’’ بشأن مبادرة السلام العربية خلال لقائهما مع المسؤولين الاسرائيليين في القدس المحتلة في زيارة ’’تاريخية’’ لكونها الأولى برعاية جامعة الدول العربية•

وقال ابو الغيط في مؤتمر صحفي في القدس المحتلة ’’استمعنا الى الكثير من التعقيبات الايجابية نستشعر منها نية لدى اسرائيل لعمل جاد لاتاحة الفرصة للفلسطينيين للوصول الى اقامة دولتهم’’•

وصرح أبو الغيط للصحفيين بأن ’’الفرصة سانحة الآن’’، وقال ’’لقد دعينا لزيارة إسرائيل ممثلين للجامعة العربية من أجل دفع مبادرة السلام العربية• وأوضح وزير الخارجية المصري أن المبادرة العربية للسلام أثارت تعليقات ’’إيجابية’’ في إسرائيل• وقال ’’استمعنا إلى الكثير من التعليقات الإيجابية وشعرنا أن لدى إسرائيل نية لإعطاء الفلسطينيين فرصة التوصل إلى دولتهم’’• وأكد الوزير ضرورة وضع جدول زمني سريع للمباحثات مع الفلسطينيين بشأن إقامة دولتهم• مطالبين إسرائيل ’’بعدم تضييع الفرصة التاريخية، حيث إن الوقت ليس في صالح الجميع’’•

ومن جانبه، قال أولمرت خلال ترحيبه بابو الغيط والخطيب ’’سأكون سعيد جداً لو أنكما احضرتما معكما عندما تأتيان في المرة المقبلة وزراء مزيد من الدول العربية’’•

وتعليقا حول نتيجة النقاش بشأن المبادرة العربية للسلام، لم تشر ليفني ولا وزيرا الخارجية الى البنود التي تثير تحفظات اسرائيل• وقالت ليفني ’’لا أعتقد أنه من الحكمة أن نختلف على كل بند’’• وقال ابو الغيط ’’نأمل تقديم تقرير الى الاجتماع الوزاري العربي يوم الاثنين المقبل وسنطرح عليهم ما سمعناه’’• وحيت ليفني خلال المؤتمر الصحفي ’’الزيارة التاريخية لممثلي مجموعة العمل التابعة للجامعة العربية’’•

وقال الوزيران إنهما في مهمة بتفويض من مجموعة العمل العربية المنبثقة من القمة العربية لعرض المبادرة العربية التي طرحت لأول مرة عام 2002 في القمة العربية ببيروت• وذكر وزير الخارجية المصري أن المبادرة تركز على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود عام 1967 الى جانب دولة إسرائيل• وأضاف أبوالغيط أنه لمس في اسرائيل موافقة على قيام الدولة الفلسطينية مؤكدا في الوقت نفسه على أنه ما من جهة تتفاوض بالنيابة عن الفلسطينيين•

وقال الخطيب من جانبه إن المبادرة العربية للسلام تشكل ’’فرصة تاريخية’’• وأضاف ’’نحث اسرائيل على عدم إضاعة هذه الفرصة التاريخية’’• وأوضح ’’نأمل من هذه الزيارة أن تعطي زخما للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين• لا بد من إطلاق مفاوضات جدية ترمي الى إقامة دولة فلسطينية في إطار زمني محدد’’• لكن الخطيب أكد أنه ’’لا بد من البيئة المناسبة لإنجاحها، وأن تقوم إسرائيل باتخاذ خطوات بتغيير الوضع على الارض من خلال رفع الحصار والاغلاقات والانسحاب من المناطق التي تمت إعادة احتلالها بعد العام •’’2000

ووصل كل من نظيف والخطيب بشكل منفصل إلى إسرائيل، وأجريا مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني وزعيم ’’الليكود’’ بنيامين نتانياهو قبل أن يزورا الكنيست الإسرائيلي في زيارة نادرة لمسؤولين عرب•

ومن جانبه، لم يلزم بيريز نفسه بتعهدات واضحة وقال ’’لا أعتقد أنه من الممكن أن يتحقق السلام في اجتماع واحد أو اثنين، لكن الخطوات الأولى مهمة جدا وعلينا العمل بنية طيبة’’•

وذكر النائب عن ’’الليكود’’ يوفال شتاينيتس عقب الاجتماع أن ’’الأجواء كانت إيجابية’’• ووصف الفكرة التي طرحها ابو الغيط والخطيب بأن يكون العالمان العربي والإسلامي مشاركين في السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بأنها ’’إيجابية’’•

وصرح نتانياهو بأنه ’’في اعقاب التجربة الفاشلة للسلطة الفلسطينية في غزة يتوجب على إسرائيل التريث حتى ترى تصرفاً آخر ونظاماً فلسطينياً مختلفاً، بحيث سيكون من الممكن عندئذ فقط التقدم نحو التسوية الدائمة’’• وأضاف ’’أنه من المهم منع إيران من الوصول إلى قطاع غزة بواسطة إرسال الأسلحة والأموال’’• ودعا نتانياهو إلى خطوات لتقوية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ’’أبو مازن’’ وإضعاف حركة ’’حماس’’ والعناصر المتشددة•

وعشية الاجتماعات وصفت الخارجية الإسرائيلية المحادثات بأنها ’’تاريخية’’• وقالت في بيان إن تل ابيب ترغب في أن ترى مزيداً من الدول العربية المعتدلة تلعب دوراً أكثر أهمية في جهود السلام•

وذكر المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية مارك ريجيف ’’أنها المرة الأولى التي يصل فيها وفد ترعاه الجامعة العربية إلى إسرائيل• واضاف أن مجموعة العمل وهي هيئة رسمية للجامعة العربية سمحت بقدوم هذا الوفد إلى إسرائيل، إنه أمر تاريخي’’، موضحاً أن إسرائيل ’’تعتقد أن على العالم العربي لعب دور أكثر إيجابية في دعم الفلسطينيين الذين يؤمنون بالسلام والمصالح، وعلى العالم العربي المشاركة بشكل أكثر فاعلية، ويمكنهم ذلك’’•

وكان الخطيب صرح قبيل زيارته إن المبادرة العربية للسلام هي ’’رسالة عربية تعبر عن عرض جماعي عربي جاد لتحقيق السلام في المنطقة’’• وأكد أن ’’إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وفق مفهوم الدولتين، وحل كافة القضايا والمسائل المتعلقة بهذه القضية مطلب أساسي للوصول إلى السلام الذي تحتاجه المنطقة’’•