واخيرا حقق مجلس النواب العتيد فائدة مازالت على الورق للشعب العراقي , فبعد طول غياب (قسري) عن هموم الشعب وآلامه ,ليس لانه بعيد عن الشعب الذي انتخبه, ولكن لان( الارهاب )الذي وصل الى عقر المجلس, شغله عن مهامه الاساسية ,اما الان وبعد ان تولت الشركات الامنية الاجنبية حماية مداخل ومخارج المجلس, اصبح النواب بعيدون عن هاجسهم الامني, وقادرون على القيام بواجباتهم تجاه الشعب الذي انتخبهم, وماصدر قبل ايام من قرارات لدعم اللاجئين العراقيين خارج العراق ,هو بداية الخير للعراقيين في زمن الديمقراطية الامريكية العتيدة.

وعلى العراقيين ان ينتظروا المزيد من عطاءات المجلس.

لقد نسي اعضاء المجلس العتيد, ان هناك عدد مماثل للمشردين خارج العراق موجود داخله, واذا اقروا تقديم المساعدات لمن هم خارج العراق فما الذي فعلوه لمن هم مشردون داخله. بالتأكيد انهم لن يفعلوا شيئا, وكان بامكانهم فعل شيء واحد يخدم كل العراقيين ويعيدهم الى بلدهم , وهو اعادة الامن المفقود الى العراق, فبعد اكثر من اربع سنوات من الاحتلال مازال الوضع الامني يشهد مزيدا من التدهور والتردي, وسيطرة المليشيات التي يتزعمها بعض النواب في مجلسنا العتيد على الوضع الامني, وكأن الذي يجري خطة مدروسة لقتل العراقيين وافراغ العراق من بعض الشرائح ,تحقيقا لهدف يعتبره البعض استراتيجيا للانفراد في السلطة وتحقيق المشاريع الامريكية الصهيونية التي تنتهي الى تقسيم العراق.

قبل ايام اعتبرت قوات الاحتلال منظمة بدر وجيش المهدي منظمات ارهابية, ونسي الاحتلال ان قائد منظمة بدر, وزعماءجيش المهدي نواب في البرلمان العتيد, لا بل ان السيد هادي العامري الذي يتزعم منظمة بدر التي وصفها الاحتلال بالارهابية هو رئيس اللجنة الامنية في البرلمان المهزله فكيف يستوي هذا الامر.

كيف لمجلس ان يحقق المصلحة للشعب المنكوب, ويعيد اليه الامن والامان ونوابه قادة لمنظمات ارهابية, يعملون نهارا في المجلس,ويدعون الحرص على تحقيق مصالح الشعب,ويخططون ليلا لقتل وتشريد المواطن.

امر غريب لايمكن لنا ان نفصله عن حيثيات الديمقراطية الامريكية التي بشر الاحتلال الامريكي منطقتنا بها , والتي يصبح الارهابي بموجبها مثالا للديمقراطية التي يجب ان نحتذي بها.

اليست الديمقراطية الصهيونية التي يتباهى بها قادة الاحتلال الامريكي, اوصلت ارهابيين كثر كبيغن وشارون الى سدة الحكم ليكملوا جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني, وهي ذاتها التي اوصلت قادة المنظمات الارهابية الى سدة الحكم في العراق ليجهزوا على وحدةارضه وشعبه وثرواته.

ان ماجرى ويجري في العراق لايمكن فصلة عن جرائم الابادة البشرية تحت غطاء الديمقراطية الامريكية, وسيأتي اليوم الذي يستعيد الشعب العراقي حريته ليحاكم هؤلاء على جرائمهم.

ان واقع الامر يدعونا( مع احترامنا للكثير من اعضاء مجلس النواب الذين كنا نتمنى ان ينأوا بنفسهم عن المشاركة في هذه المهزله) ان نسمي مجلس النواب بمجلس الذئاب, التي تنهش بجسم العراق وشعبه تحقيقا لمصلحة المحتل.