رأى يفغيني بريماكوف رئيس وزراء روسيا الاسبق والخبير السياسي والاقتصادي المعروف ان من ينشدون السلام بين اسرائيل وسوريا لا يزالون بعيدين عن التفاؤل، لوجود عقبة منيعة على هذا المسار تتعلق بمرتفعات الجولان.وكان بريماكوف يشير الى قول الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس ان بلاده حان لها ان تبدأ مفاوضات السلام مع سوريا.وقال بريماكوف في مقال نشرته صحيفة موسكوفسكييه نوفوستي ان اسرائيل لم تكتف باحتلال هضبة الجولان خلال ’حرب الايام الستة’ بل اقدمت على ضمها متحدية قرارات مجلس الامن.. وتكشف بذلك عن عدم رغبتها في خوض مفاوضات السلام مع سوريا حتى بعد ان وقعت اتفاقية سلام مع كل من مصر والاردن.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بريماكوف قوله للصحيفة انه عندما زار الشرق الاوسط بصفته وزيرا للخارجية في ابريل ،1996 ابلغه بيريس الذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء بقوله ’لا يلزمنا الا وسيطا واحدا’ يتوسط بين اسرائيل والعرب، مشيرا الى الولايات المتحدة.اضاف بريماكوف ’وقال لي الرئيس السوري حافظ الاسد وقتذاك ان هدف هؤلاء هو ان تتواجه سوريا واسرائيل في النهاية وجها لوجه لكي يملوا عليها شروط التسوية.
واضاف ’الرئيس حافظ الاسد سيبذل كل ما بوسعه لتجنب ذلك.
وعبر بريماكوف عن اعتقاده ان ’دعم دمشق لحزب الله وحركة حماس هذا ايضا يندرج في مواجهة مخططات من هذا النوع’.وقال انه عندما استقبل في اسرائيل بصفته رئيسا للحكومة الروسية، قال له بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة حينذاك انه مستعد للتحول للتركيز على المسار السوري من اجل تأجيل حل مسألة الدولة الفلسطينية.. لكنه يرفض اعادة الجولان الى سوريا.
واضاف بريماكوف ان اسرائيل لاتزال تتشبث بموقفها الرافض لاعادة الجولان الى سوريا، والدليل ان بيريس قال في رد له على مبادرة السلام العربية ’نرحب باعتراف العرب باسرائيل’ من دون ان يذكر ان المبادرة العربية تنص على تطبيع العلاقات اذا انسحبت اسرائيل من الاراضي العربية انسحابا كاملا.
*****