هذا اللهيب الحراري والمناخي الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط في هذه الايام هو تعبير واضح عن ان حالة الاحتقان السياسي قد وصلت الى ذروتها بالرغم من عدم وجود علاقة مباشرة بين السياسة والجغرافيا المناخية، ولكن ثمة من يتحدث عن الجيو ـ بولتيكا وذلك من قبيل الربط بين الجغرافيا والسياسة اي انه لا يمكن اغفال العامل الجغرافي في صراع الارادات وهذا ما ينطبق بقوة على الصراع العربي ـ الاسرائيلي، فالعودة الى تاريخ الصراع وسجله العام تكشف عن ابعاد جغرافية ومناخية لا يمكن صرف النظر عنها ومن ذلك ان اعتدال المناخ في شهر اكتوبر كان السبب او العامل الاهم الذي دفع بمصر وسوريا الى شن حرب اكتوبر ضد اسرائيل. كما ان عامل المناخ هو الذي يفسر السبب الذي دفع بتل ابيب الى شن عدوان واسع النطاق على لبنان في شهر يوليو من عام 2006، فهل ان ارتفاع او اشتداد حرارة المناخ هذا الصيف في المنطقة سيقود حتما الى مواجهة عسكرية اقليمية؟ ان الاجواء والمناخات السياسية السائدة، تشير بوضوح الى ان الشرق الاوسط ذاهب نحو نصف حرب ونصف تسوية بمعنى ان اللاعبين الاقليميين ليسوا على استعداد للدخول في مواجهة عسكرية شاملة، مثلما ان اوضاع دولهم الداخلية لا تسمح لهم بالتوصل الى اتفاقيات تسوية شاملة، وهذا معناه ان الصراع العربي ـ الصهيوني لن يظل على حاله بل هو دخل بالفعل في مرحلة الاستقطاب الاستراتيجي، ولعبة خلط الاوراق السياسية وبات اكثر من طرف يراهن على ما بعد الذهاب الى الوضع القابل للتسوية وما لم تحدث مفاجآت فإن العرب لن يكون بمقدورهم حتى القيام بمراجعة نتائج الربح والخسارة وربما كان المقصود هو ايصال الاطراف العربية الى وضع تصبح فيه غير قادرة حتى على التدقيق في مثل هذه النتائج واجراءالتقييم المطلوب لها.

مصادر
الوطن (قطر)