بدأت حالة الانقسام تتكرس بصورة اوسع على الساحة العربية في اعقاب ما جرى خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة لمناقشة مبادرة السلام العربية والوضع الفلسطيني، حيث برز نهجان متعارضان، الاول تمثله غالبية الدول العربية وهو تبني بالاجماع دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش الى عقد اجتماع على شكل مؤتمر دولي في واشنطن الخريف المقبل، لمناقشة وسائل احياء عملية السلام والثاني مثلته سوريا وهو ابدى تحفظه الشديد على هذا الموقف العربي لانه كان متسرعا في الحكم على مبادرة الرئيس الاميركي، ورؤية الكثير من العناصر الايجابية فيها، ولان هناك قلقا سوريا مشروعا، من احتمال تعديل مبادرة السلام العربية وتقزيمها الى مستوى دعوة بوش اي افراغها من مضمونها وبطبيعة الحال فإن مصدر هذا القلق السوري هو وجود مؤشرات ومعطيات تجمع على ان غالبية الاطراف العربية تريد انهاء الصراع بأي شكل من الأشكال، ولو كان على حساب بعض الحقوق والمصالح العربية، ووجهة نظر هذه الاطراف، تنطلق من ان المنطقة لم تعد تحتمل اي حروب او ازمات جديدة وان المطلوب عربيا، هو استثمار الموقف الراهن دوليا واقليميا، من اجل اطلاق او احياء مفاوضات السلام، وبالتالي الوصول الى نوع من الاتفاق او التسوية، ولكن يؤخذ على دعوة او مبادرة الرئيس جورج بوش انه لن تكون هناك اي فرصة لحضور طرف او ممثل سوري اجتماع واشنطن الامر الذي يطرح تساؤلات مشروعة حول الجدوى من عقد لقاء كهذا، اذا كانت الاطراف الاساسية في الصراع العربي ـ الاسرائيلي، ستغيب عنه!

مصادر
الوطن (قطر)