يلتقي خبراء امنيون اميركيون وايرانيون وعراقيون الاسبوع المقبل، في اجتماع يُعقد في بغداد، بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لكل من انقرة وطهران، لتشكيل لجنة امنية مشتركة. ونقلت وكالة الانباء الايرانية (ايرنا) عن السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي أن "اجتماعاً على مستوى الخبراء سيُعقد الاسبوع المقبل من أجل تحديد الاطار الذي ستعمل من خلاله اللجنة، إضافة إلى تحديد صلاحياتها". وأضاف أن "اتفاقاً تم التوصل إليه من أجل تشكيل اللجنة الأمنية الثلاثية" خلال الجولة الثانية من المفاوضات بينه وبين نظيره الاميركي رايان كروكر في بغداد في 24 تموز (يوليو) الماضي.

ويأتي اجتماع الخبراء في ظل استمرار الحملات الاعلامية والاتهامات المتبادلة بين الطرفين لمسؤوليتهما عن تدهور الموقف الامني وعرقلة الحل السياسي للازمة العراقية ومع مقتل اربعة جنود اميركيين في عمليات... واحد وكلاء المرجع علي السيستاني واستمرار الازمة السياسية ودعوة رجال الدين، في خطب الجمعة، السياسيين الى انهاء خلافاتهم والاحتكام الى الدستور "لحل المشاكل العالقة بينهم".

وكانت الشرطة العراقية اعلنت أمس أن مسلحين هاجموا الشيخ فاضل عقل وكيل السيستاني أمام منزله في ساعة متأخرة من ليل الخميس - الجمعة في حي النصر شمال المدينة. وأوضح أن المسلحين كانوا يستقلون سيارة أطلقوا النار على عقل من نيران أسلحة خفيفة ولاذوا بالفرار.

وعقل هو المعتمد الثالث للسيستاني الذي يُقتل في النجف منذ حزيران (يونيو) الماضي، عندما هاجم مجهول أحد أعضاء مكتب المرجع الشيعي الشهر الماضي وقتله طعناً بالسكين وسبقها اغتيال الشيخ رحيم الحسناوي معتمد حي الجزيرة شمال النجف.

وأوضح بيان للجيش الاميركي أن اربعة من جنوده قُتلوا وأُصيب 14 آخرين في انفجار عبوة استهدفت دورية كانت تنفذ مهمات أمنية في شرق بغداد و في عمليات قتالية غرب العاصمة، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل.

وبمقتل الجنود الاربعة يرتفع الى 3660 عدد العسكريين الاميركيين الذين قُتلوا في العراق منذ الاجتياح في آذار (مارس) العام 2003، وفقاً لأرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وركز خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات في العراق امس على الازمتين الامنية والسياسية في البلاد. فدعا الشيخ مهدي الكربلائي، خطيب الصحن الحسيني، السياسيين العراقيين للعودة الى الدستور لحل المشاكل العالقة بينهم، فيما اشاد الشيخ علي الحسين، خطيب وامام جامع سعاد النقيب، بخطوة تشكيل فوج حماية الغزالية مؤكداً انه سيلعب دوراً مهماً في حماية المدينة من هجمات الميليشيات الطائفية.

وانتقد الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خطيب وامام الصحن الحسيني وممثل السيستاني، الازمة الحكومية التي لا تزال مستمرة وحض "جميع الكتل السياسية للحوار والرجوع الى قواعد الدستور والقانون لحل المشاكل العالقة والمعرقلة لسير العملية السياسية واضعين امام اعينهم المصلحة الوطنية العليا".

وفي كركوك ارتكب تنظيم "القاعدة" مجزرة بقتله خمسة اشقاء امام شقيقهم السادس البالغ الثامنة من العمر. وقال والدهم المنكوب "اعطوني سلاحاً أُريد أن أقتل نفسي، أريد أن أكون سادسهم... لا أريد الحياة بعد فراقهم". ووفقاً للشرطة العراقية، فإن عائلة الضحايا فرت من الموصل بعد تلقيها تهديدات من مسلحي "القاعدة" الذين يقتلون أي شخص يتعامل مع الحكومة. وكان هؤلاء الاشقاء عملوا طوال الأسبوع في مركز شرطة بلدة الرشاد جنوب كركوك.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)