يبدو أن مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من العراق، قد بدأت بالفعل، وبات كل طرف يرتب أوضاعه وأوراقه لمواكبة تلك المرحلة، وثمة صراع يدور حول مسألة سد الفراغ الاستراتيجي الذي سينجم عن الانسحاب الأميركي - وهناك من ينظر إلى الحراك الاقليمي والدولي في الشرق الأوسط واحتدام المواجهة بين المحاور والتكتلات السياسية والامنية، وذلك في ضوء المشاريع والخطط التي تم طرحها على إيقاع جولة وزيرة الخارجية ووزير الدفاع الأميركيين في المنطقة، بأنه تعبير واضح عن قرب اتخاذ قرار مهم بشأن الانسحاب من العراق، وذلك في ضوء الانقسام الكبير وغير المسبوق الذي تشهده الولايات المتحدة الآن. وتؤكد معظم السيناريوهات المتداولة، بأن واشنطن تسعى إلى اشعال سلسلة من الحروب الصغيرة، قبل بدء انسحابها من العراق، حتى تتحول إلى ما يشبه الغطاء السياسي لقرار الانسحاب وربما كان المسرح اللبناني هو من أكثر الأماكن المرشحة لتكون ساحة مفتوحة لحرب أهلية جديدة، خاصة بعد أن انتقل لبنان من درجة «الوطن» إلى درجة الساحة كما يقول: يلي مزركي نائب رئيس مجلس النواب اللبناني السابق فهذا الانتقال أو التحول، فتح أبواب لبنان أمام كل التدخلات الأجنبية والخارجية، وأصبح هناك ما يشبه الشبكة الدولية المعقدة والمتصارعة، والتي باتت، تلقي بظلالها السوداء والسلبية على كل شيء لدرجة أن الخارج، أصبح يحكم كل شاردة وواردة في الوطن الصغير. ولا أحد يدري إلى أين تنتهي الأمور ولكن الشيء المؤكد هو أن الولايات المتحدة لن تخرج من العراق إلا بعد أن تمكن إسرائيل من استعادة «هيبة الردع» التي فقدتها في حرب يوليو من العام الماضي لأن الخبراء الأميركيين، يعتقدون أن وقوع الانسحاب في ظل الوضع الراهن، سيفقد تل أبيب الكثير من دورها الاستراتيجي التقليدي في الشرق الأوسط وهذا من شأنه أن يغري العديد من القوى والجهات بالتفكير جديا بالتحرش بإسرائيل وحتى الحاق الهزيمة العسكرية بها كما حدث لها في جنوب لبنان.

مصادر
الوطن (قطر)