وضعنا تصريح السيد رئيس مجلس الوزراء حول ازمة الكهرباء ، مباشرة في مواجة مفاهيم هي ثقافية في الاصل ولكن مرتسماتها على ارض الواقع هي مرتسمات سياسية وادارية واقتصادية ،لتعود الثقافة كممارسة للعلم والمعارف الى واجهة الاستحقاقات الاستراتيجية ، لقد وضعنا تصريح السيد رئيس الوزراء في مواجهة مفاهيم ثقافية كونية يؤدي بطىء الانتقال اليها اداريا الى مواجههبين المواطن العادي والقوى الكبرى المتمثلة بالشركات الاحتكارية الكبرى ،ليطفو على سطح هذه المواجهة اسئلة حول مفاهيم ثقافية اساسية في ثقافتنا وفي تحديات هذه الثقافة ، مثل مفهوم المقاطعة ، والاكتفاء الذاتي ، والتخطيط ، والاستشراف ، وغيرها من المفاهيم الثقافية التي تهيؤنا لأستقبل المستقبل عمليا .

من منا لا يعرف حاجة بلدنا الناهض المتزايدة طرديا للكهرباء من منا لا يعرف ان هذه المشاريع والخطط التي تأمل بمستقبل اقتصادي افضل بحاجة الى التكامل التخطيطي لها ومن منا لا يعرف ان الوزارة هي مجموعة اختصاصات منعلقة عضويا ببعضها ، ماذا ينفع ان وزير السياحة مثلا يخطط لأستقبال عدد متزايد من السواح ووزارة اخرى لا تعطي تراخيص بناء فنادق وايضا مثلا .

العالم كله اصبح يدري بشركات الاحتكار متعددة الجنسيات والعابرة للقارات وهو ما يضع المسألة على طاولة البحث والاسئلة ، فهل نستطيع مقاطعة شركة مثل جنرال الكتريك مثلا وما هي البدائل العملية وماذا لو قاطعتنا جنرال الكتريك ؟؟؟

ماذا عن البدائل المحلية ، وكيف نفكر بها ، او شعار الاعتماد على الذات الذي طرح سابقا ولم يفعل جديا .

هل القضية هي قضية فلوس واعتمادات مالية فقط ام هي عجلة انتاج وطني بمعنى ان يكون الآخرون بحاجة الينا كما نحن بحاجة اليهم ، بحيث لا ندع الفرصة لا لجنرال الكتريك ولا لغيرها ان تستفرد بالمواطن العادي وتقهره .

انها مفاهيم واسئلة ثقافية تتجاوز مسألة تسيير الاعمال الحكومية مما يجعل سيمنس تتغنج وجنرال الكتريك تتمنع .

ربما امامنا أمثلة يمكن النظر اليها جديا مثل ايران والهند وحتى كوريا الشمالية والجنوبية هذا اذا تناسينا سينغافورة وماليزيا والبرازيل .. ......نحن الآن وبمناسبة ازمة الكهرباء امام امتحان ثقافي اولا ..والاسئلة واضحة لمن اراد أن يجيب .