أكدت المنظمة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها حول أوضاع العراقيين في سوريا أن عدد اللاجئين الفارين من الأوضاع الأمنية في العراق إلى سوريا يبلغ حوالي مليوني لاجئ وهو ما يشكل أكثر من 10 في المئة من تعداد سكان سوريا.وقالت المنظمة أن هناك حوالي ألفي عراقي يصلون دمشق يوميا ولا يستطيعون البقاء سوى 6 أشهر، وبعدها عليهم مغادرة البلاد والدخول مرة ثانية لأغراض الفيزا.

وأشارت المنظمة إلى أنه كان بإمكان العراقيين دخول سوريا والاندماج بشعبها بدون أية عوائق منذ بداية الحرب ولا توجد مخيمات خاصة لاستقبالهم باستثناء عدد قليل على الحدود، ويتوزع اللاجئون في مختلف المحافظات السورية، إلا أن أغلبهم يتركز في دمشق وريفها مما أدى إلى ضغط شديد على مرافقها المحدودة كالمدارس والسكن.

حيث ارتفعت الإيجارات إلى مستويات غير مسبوقة، فضلا عن زيادة الأعباء الأمنية وانتشار ظواهر اجتماعية كعمالة الأطفال بمعدلات لم تعرفها سوريا من قبل. وأكدت على أن الحكومة السورية لا تعتبر العراقيين لاجئين بل ضيوفا وأشقاء، لكن استضافة هذا العدد الهائل من اللاجئين في بلد يعاني أساسا من مشاكل اقتصادية وضعفاً في الموارد وارتفاعا في معدل البطالة يضع سوريا أمام مشكلات لم تعهدها من قبل، خاصة وان الحكومة السورية لم تعترف رسميا بوجود أزمة لاجئين ولم تطلب حتى الآن المساعدة من المجتمع الدولي وكانت حريصة على عدم طرح تفاصيل حول أبعاد الأزمة.

وأشار التقرير إلى وصول ما بين 35 ألف عراقي إلى 60 ألفا إلى سوريا شهرياً ولا يعود منهم إلى الوطن الذي تحتله القوات الأجنبية وتعمه الحرب الطائفية إلا القليل. واعتبرت المنظمة أن الغالبية الساحقة من المواطنين العراقيين في سوريا لاجئو أمر واقع: أي أناسٌ فرّوا من حالة العنف والاضطهاد، وهم بحاجةٍ إلى الحماية الدولية حيث يواجهون في بلادهم أخطاراً جسيمة، وذلك حتى ولو لم يقدموا طلبات لجوء، أو لم يتم البتّ في تلك الطلبات ولم يعترف بهم رسمياً كلاجئين من قبل الحكومة السورية أو المفوضية العليا للاجئين..

وينتمي لاجئو الأمر الواقع في سوريا إلى مختلف مشارب الحياة، وهم ينحدرون من مختلف الخلفيات الدينية والإثنية. فقد التمس السنة والشيعة اللجوء في سوريا، إضافةً إلى الأقليات غير المسلمة. ويضم هؤلاء أشخاصاً نزحوا في عهد صدام حسين ومازالوا يخشون العودة، إضافةً إلى القادمين حديثاً. بينما ينبع الخطر الذي يتهدد غيرهم من صلتهم المزعومة بحزب البعث الحاكم في عهد صدام حسين.ويمثل اللاجئون أناساً نزحوا بسبب العنف العام أو بسبب الاضطهاد الموجه، بما في ذلك التطهير العرقي.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)