مهما كانت فصول السنياريو الاميركي الذي ستحاول ادارة بوش تمريره في الشرق الاوسط، من الآن وحتى انعقاد الاجتماع الذي دعا اليه الرئيس الاميركي في الخريف القادم، فإن المستهدف بالدرجة الاولى هو العرب كافة، وليس فقط الدول والجهات التي تصفها واشنطن بالمتطرفة والداعمة لما يسمى الارهاب مثل سوريا وايران وحزب الله وحماس، ذلك ان خبراء البيت الابيض يعتقدون او يفترضون ان هناك فرصة اخيرة، لاعادة الحياة الى مشروع المحافظين الجدد المسمى «الشرق الاوسط الكبير»، وبالتالي فإن هؤلاء يرون ان ممارسة بعض الضغوط على هذه الاطراف والقوى، قد يدفع بالمشروع الاميركي قدما الى الأمام، لا بل ان احد هؤلاء المستشارين، يقول ان تحريك القفازات النووية من قبل اسرائيل، يكفي لردع ايران، واخافة سوريا، وبالتالي تسوية الاوضاع في الشرق الاوسط، بطريقة تناسب المصالح والخطط الاستراتيجية الاميركية، وهنا تكمن الخطورة، لان الولايات المتحدة سبق لها ان جربت اسلوب الضغط عندما قامت باحتلال العراق عام 2003 وكان هدفها هو جعل احجار الدومينو تتساقط الواحد تلو الآخر ولكن النتائج جاءت عكسية الامر الذي يدعو الى الاستنتاج أن هذه الجولة المرتقبة من الضغوط والمواجهات الاميركية ستكون كبيرة وخطيرة وربما وصلت الى درجة «الحسم الاستراتيجي»، لان الديناصور اذا ما تحرك هذه المرة فلا بد انه سيحاول اقتلاع جذور كل الاشياء ورغم ذلك فإن ما حدث في العراق لا يشير الى ان الادارة الاميركية، قادرة على تكرار نفس السيناريو سواء مع ايران او سوريا اللهم الا اذا قرروا هذه المرة استخدام «الحجارة النووية» للتخلص من العرب المتطرفين بدال من «الحجارة التقليدية» وفق وصف البيرتو مورافيا!! ومع وجود رئيس اميركي محافظ جدا مثل جورج بوش والذي يتصور انه اما نصف....، او يحمل رسالة سماوية فإن كل الخيارات تصبح واردة وقائمة بما في ذلك احتمال شن حروب اميركية جديدة في الشرق الاوسط.

مصادر
الوطن (قطر)