يبدو وكأنه أصبحت للمواجهة بين روسيا والغرب جبهة جديدة في منطقة القطب الشمالي. فلقد عبرت الولايات المتحدة عن نظرة سلبية إزاء نصب العلم الروسي في قاع المحيط المتجمد الشمالي. ووقفت الدول الغربية الأخرى مع واشنطن في مواجهة طموح موسكو لإثبات حقها في مساحة كبيرة من قاع المحيط الشمالي.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية في معرض تعليقه على نبأ نصب العلم الروسي في قاع المحيط إن ذلك لا يعطي روسيا الحق في الجرف القاري بالمحيط الشمالي

وقال وزير الخارجية الكندي بدوره إن "وضع أحد علما لا يعطي مبررا للقول إنها أراضيه".

وردّ وزير الخارجية الروسي على نظيره الكندي مشيرا إلى أن جميع رواد مجاهل الكون يفعلون ذلك (أي وضع أعلام بلدانهم)، وأن الهدف من إرسال هذه البعثة الاستكشافية إلى القطب الشمالي يتمثل في إثبات أن الجرف القاري الروسي يمتد إلى القطب الشمالي.

وأضاف الوزير لافروف: "إننا نأمل في أن يتيح ما جمعته البعثة من معلومات تقديم المزيد من الأدلة لصالح ما طال ما كنا نحاول إثباته".

والمقصود هو أن تقديم الإثباتات والأدلة على أن سلسلتي جبال مندلييف ولومونوسوف في قاع المحيط الشمالي تمثلان امتدادا للقارة الأوراسية وتمثلان بالتالي جزءا من الجرف القاري الروسي، سيعطي روسيا الحق في مساحة مقدارها 2ر1 مليون كيلومتر مربع في قاع المحيط المتجمد الشمالي وفقا للمعاهدة الخاصة بقانون البحار التي تبنتها منظمة الأمم المتحدة في عام 1982.

وكانت روسيا قد قدمت طلبا بهذا الشأن إلى لجنة الأمم المتحدة لترسيم حدود الجرف القاري في عام 2001، لكن الطلب قوبل بالرفض لأنه لم يتضمن "إثباتات وأدلة كافية".

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأمريكية توم كيسي إن بلاده لا تستطيع الآن التصدي لخطط روسيا وإثبات حقها (الولايات المتحدة) في ما تدعي روسيا ملكيته لأن الكونغرس لم يصادق على المعاهدة الدولية الصادرة في عام 1982 بعد، ومن هنا فإن الولايات المتحدة ليست عضوا في لجنة ترسيم حدود الجرف القاري. ولكن كيسي أكد أن برلمان بلاده سيفعل ذلك في وقت قريب.

وظهر من رد فعل وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة اعتبرت نصب العلم الروسي في قاع المحيط الشمالي بمثابة إعلان الحرب على القطب الشمالي وأنها تعتزم الرد على تحدي موسكو. وستستطيع الولايات المتحدة توجيه الرد بعد أن يصادق برلمانها على المعاهدة ذات الصلة.

وهذا يعني أن القطب الشمالي سيغدو جبهة جديدة للمواجهة بين روسيا والغرب.

وحسب معلومات هيئة الجيولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية فإنه يوجد في قاع المحيط المتجمد الشمالي ما يقارب 25% من احتياطي العالم من النفط والغاز إلى جانب احتياطيات كبيرة من الماس والذهب والبلاتين والقصدير والمنغنيز والنيكل والرصاص.

ويقول سيرغي برافوسودوف، رئيس معهد الطاقة الروسي، إن الطلب الروسي قد لا تتم تلبيته بالكامل، لكن لا بد في أية حال من أخذه في عين الاعتبار.

ويرى أغلبية الخبراء أن اقتسام منطقة القطب الشمالي سيبدأ بعد 20 عاما أو قبل ذلك إذا انسحبت الولايات المتحدة من العراق كما يقول الخبير السياسي الروسي دميتري يفستافييف موضحا أن الغموض سيكتنف سوق النفط في هذه الحالة لأن ما يستخرج من النفط من باطن الأرض في آسيا الوسطى وبحر قزوين لن يكون كافيا للجميع.