يقوم الجهاز السياسي- الأمني في إسرائيل، وباهتمام بالغ، بدراسة تقرير أعده معهد "رؤوت" حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني. ويحذر التقرير/ الوثيقة من إمكانية توصل الولايات المتحدة وإيران إلى "صفقة شاملة" بشأن البرنامج النووي، تتيح لإيران المحافظة على جزء من قدراتها على تخصيب اليورانيوم.

وكتبت الوثيقة أنه على إسرائيل أن تبادر إلى طرح الموضوع في محادثاتها مع الولايات المتحدة، وذلك لكي تكون إسرائيل جزءاً من الحل.

تجدر الإشارة إلى أن معهد "رؤوت" كان قد أقيم قبل 3 سنوات، وتركز عمله أساساً في مسألة الأمن القومي، وبشكل خاص على المفاوضات مع الفلسطينيين. ويعمل هذا المعهد، وهو مؤسسة غير ربحية غير حزبية، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والعناصر الحكومية.

وقد بدأ المعهد مؤخراً بالعمل في مسألة البرنامج النووي الإيراني، ونشر الوثيقة، التي بموجبها يجب على إسرائيل أن تستعد لإمكانية أن تحاول الولايات المتحدة حل مسألة البرنامج النووي الإيراني عن طريقة صفقة مع طهران، لا تكون إسرائيل جزءاً منها.

ونقل عن مسؤول حكومي كبير أن الوثيقة أثارت اهتماماً كبيراً في أوساط كبار المسؤولين في جهاز الأمن ووزارة الخارجية والمجلس للأمن القومي.

وجاء في الوثيقة أن فرضية العمل التي تبلورت في إسرائيل هي أن المصلحتين الإسرائيلية والأمريكية بهذا الصدد متطابقتان، وأن هناك تنسيقاً كاملا، سياسي وعسكري، بين الدولتين. وبموجب ذلك فإن أي تغيير سياسي أمريكي يجب أن يكون بالتنسيق مع إسرائيل. ومع ذلك فإن معهد "رؤوت" يحذر من عدم وجود تطابق مطلق بين المصلحتين الإسرائيلية والأمريكية، خاصة في هذه الأيام، وذلك بسبب كون العراق على رأس سلم أولويات واشنطن.

واعتبرت الوثيقة أن عدم تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران يشكل خطراً على إسرائيل، حيث جاء أن الوثيقة "تحذر من تضاؤل احتمال تنفيذ عملية عسكرية أمريكية ضد إيران، في ظل تصاعد تأييد إجراء حوار مع إيران"، وفقما جاء في الوثيقة.

ويشير محققو المعهد إلى أنه بين إمكانية الهجوم على إيران خلال ولاية بوش، وبين قرار تأجيل ذلك إلى الرئيس القادم، هناك إمكانية ثالثة وهي إجراء مفاوضات أمريكية- إيرانية مباشرة، تعتبر إسرائيل في ظلها عبئاً، ومن الممكن أن يتم تحييدها.

وتابعت الوثيقة أن هذا التوجه من الممكن أن يقود إلى "مفاجأة استراتيجية" في إسرائيل، مثلما حصل بشأن البرنامج النووي الليبي. إلا أن السيناريو الأسوأ هو أن تؤدي المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى الإبقاء على قدرات الأخيرة في تخصيب اليورانيوم، في إطار بحثي- مدني، تحت رقابة دولية، مقابل الموافقة على وقف تخصيب اليورانيوم في إطار البرنامج العسكري، وبذلك تحافظ إيران عملياً على قدراتها في مجال الذرة.

ويوصي المعهد بأنه يجب على إسرائيل أن تجعل من نفسها شريكاً للولايات المتحدة، ولذلك جاء في الوثيقة أنه على إسرائيل أن تدرس المبادرة إلى طرح موضوع الصفقة مع إيران في محادثاتها مع الولايات المتحدة.

وفي سياق ذي صلة، تجدر الإشارة على أن إسرائيل والولايات المتحدة سوف تجريان هذا الأسبوع جولة محادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، يترأس الجانب الأمريكي فيه نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، نيكولاس بيرنز، الذي يركز معالجة البرنامج النووي الإيراني من قبل الإدارة الأمريكية.