في أول زيارة لرئيس وزراء اسرائيلي الى الضفة الغربية منذ العام 2000، التقى رئيس الوزراء ايهود اولمرت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أريحا، أمس، وعبر عن أمله في أن تؤدي محادثاتهما الى «مفاوضات في وقت قريب في شأن اقامة دولة فلسطينية».
وقال اولمرت قبيل بدء اجتماعه المغلق مع عباس (ا ف ب، رويترز، يو بي أي، د ب ا، كونا): «جئت لاناقش معكم القضايا الاساسية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية على امل ان يقود ذلك قريبا الى مفاوضات حول اقامة دولة فلسطينية».
وفي ظل اجراءات أمنية مشددة اجتمع اولمرت مع عباس في فندق في اريحا على بعد يقل عن كيلومتر واحد من اخر نقطة تفتيش اسرائيلية عند مدخل المدينة.
وتعهد أولمرت في ختام اللقاء دراسة إطلاق المزيد من الأسرى الفلسطينيين والسماح بعودة مبعدي كنيسة المهد في بيت لحم.
وأضاف ان «إسرائيل والفلسطينيين سيوسعون المحادثات بينهما بهدف التوصل إلى قيام دولة فلسطينية في اقرب وقت ممكن». وقال: «بحثنا في المواضيع الجوهرية التي تشكل أساسا لإقامة دولة فلسطينية وقررنا توسيع المحادثات بيننا بخصوص إقامة دولة فلسطينية».
لكن أولمرت امتنع عن تحديد جدول زمني. وقال إنه لا ينوي المماطلة «وهدفنا المشترك هو التوصل إلى الرؤية المشتركة لكلينا وللرئيس (جورج) بوش بخصوص إقامة دولتين للشعبين تعيش الواحدة الى جانب الأخرى بأمن وسلام ونحن نريد القيام بذلك في أقرب وقت ممكن». وأوضح إن «أساس المحادثات سيبقى خريطة الطريق المقبولة من الجانبين».
من جانبهم، عرض مسؤولون أمنيون فلسطينيون تقارير حول التعاون الأمني بين السلطة وإسرائيل وأطلعوا أولمرت والوفد المرافق له على أن أجهزة الأمن ضبطت أخيرا أسلحة ومواد متفجرة في مناطق الضفة وسلمتها الى إسرائيل.
واعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ان عباس واولمرت اتفقا على ازالة الحواجز العسكرية من الضفة ومعالجة قضية المبعدين.
وعقد اولمرت وعباس الاجتماع الرابع بينهما منذ مارس الفائت والاول في الضفة من دون ان يحققا اي اختراق على طريق تسوية النزاع.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في رام الله «تم الاتفاق خلال لقاء عباس واولمرت الذي استمر ثلاث ساعات على عودة مبعدي مدينة بيت لحم الى منازلهم بعدما ابعدتهم اسرائيل الى غزة ودول اجنبية». واضاف: «قدمنا قائمة باسمائهم والرئيس طالب بحل قضيتهم اسوة بحل قضية نشطاء الانتفاضة المطاردين واتفق على ان يطبق الاتفاق عليهم».
واوضح ان «اللجنة الامنية المشتركة ستعمل على انهاء ملف المطاردين والمبعدين وازالة الحواجز خلال الاسبوع المقبل او الايام المقبلة». وقال: «هناك اتفاق على عقد سلسلة لقاءات، وستعقد ثلاثة لقاءات من اجل التحضير للاجتماع الدولي الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش» في الخريف المقبل.
لكنه اشار الى ان «السلطة الفلسطينية والاطراف العرب يرون ان نقطة الارتكاز لعملية السلام هي المبادرة العربية من اجل اقامة السلام الشامل».
وقال: «لا نريد مبادرات جديدة، المهم انهاء الاحتلال الاسرائيلي وما نريده من الاجتماع الدولي في نيويورك آليات تنفيذ وجدول زمني لتحقيق انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».
ووصف عريقات الاجتماع بانه «كان معمقا وجديا وايجابيا (...) وقد ابلغ اولمرت الرئيس عباس ان وزارة الدفاع الاسرائيلية ستقر ازالة الحواجز (في الضفة) لبدء التنفيذ الاسبوع المقبل».
الى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، إن رئيس الحكومة الانتقالية الفلسطينية سلام فياض أبلغ أخيرا إسرائيل بأنه «ليس بمقدور الأجهزة الأمنية الفلسطينية تسلم المسؤولية الأمنية في مدن الضفة الغربية»، رغم أن تسلم مسؤولية الأمن في هذه المدن كانت أحد المطالب الفلسطينية.
وأوضحت الصحيفة ان «قادة الأجهزة الأمنية أبلغوا قيادة السلطة الفلسطينية بأن قواتهم غير قادرة على إحباط عمليات مسلحة يخطط لها ناشطون ضد أهداف إسرائيلية».
على صعيد ثان، دعي السياح الاسرائيليون، أمس، الى عدم التوجه الى عدد من البلدان العربية منها مصر وتحديدا في منطقة سيناء خشية تعرضهم لعمليات خطف ولا سيما من جانب «حزب الله».
واوصى مكتب مكافحة الارهاب التابع لمكتب رئيس الوزراء في بيان الاسرائيليين بتجنب الذهاب الى سيناء خلال عطلة نهاية السنة اليهودية في منتصف سبتمبر وعيد المظلات بين نهاية سبتمبر ومطلع اكتوبر نتيجة «خطر حقيقي وعلى درجة عالية من الجدية» بتعرضهم لعمليات خطف.
ويشمل التحذير ايضا الاردن ومجموعة من الدول الاسلامية التي لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل مثل اليمن ولبنان وسورية والعراق والسودان وايران وباكستان وافغانستان واندونيسيا وماليزيا.
وأوصى المكتب أيضا بتجنب التوجه الى كينيا وارجاء الزيارات «غير الضرورية» الى بنغلاديش ونيجيريا حيث يوجد «خطر ارهابي محتمل».
كما دعا الاسرائيليين الى تجنب جنوب تايلند والعاصمة بانكوك والتحلي بـ «الحذر والتيقظ» بالنسبة الى جنوب شرق تركيا واوزبكستان.
في موازاة ذلك، أجرى القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب محادثات، أمس، مع وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط تناولت الجهود التي تجري حاليا للمصالحة بين فتح وحماس. وصرح عقب المحادثات بأن «القضية الفلسطينية تمر حاليا في مأزق»، مشدداً على أن «المتضرر من ذلك هو كل الشعب الفلسطيني والمستفيد الوحيد هو الاحتلال الإسرائيلي».
وقال ان محادثاته مع أبو الغيط «تناولت الوضع الداخلي الفلسطيني وآليات عودة الوحدة السياسية والجغرافية للشعب الفلسطيني وكذلك آفاق المستقبل».
وكان الرجوب أجرى محادثات مع رئيس جهاز المخابرات المصري عمر سليمان وكبار مساعديه تركزت أيضا حول جهود المصالحة.
والتقى قياديون من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزة، ليل أول من امس، واتفقوا على استمرار الاتصالات بين الجانبين «للمزيد من التنسيق والتعاون». وأكدت الحركتان في بيان ان «قيادة الحركتين اجتمعت وتمت مناقشة آخر المستجدات في ضوء ما تتعرض له القضية من أخطار وتحديات».
وذكرت حركة «حماس» في بيان، أمس، ان أجهزة أمن السلطة الفلسطينية اعتقلت 18 من عناصرها في الضفة 14 منهم في منطقة الشيوخ في الخليل.
ميدانيا، أصيب ضابط إسرائيلي بجروح على إثر تعرض قوة عسكرية كانت تنشط في نابلس لإطلاق نار، ليل أول من أمس، تبناه الذراعان المسلحان لـ «الجبهة الشعبية» و«لجان المقاومة الشعبية» في شكل مشترك.
وافاد مصدر طبي ان فلسطينيا في العشرين من العمر توفي، أمس، متأثرا بجروحه اثر اصابته برصاص جنود اسرائيليين امام حاجز في شمال رام الله.
في المقابل، ذكرت اذاعة الجيش ان نحو 30 جنديا يدعمهم نواب يمينيون متطرفون وحاخامات اعلنوا رفضهم المشاركة اليوم في اجلاء مستوطنين يحتلون منزلين في الخليل.
ويفترض ان يشارك هؤلاء الجنود في عملية واسعة لطرد عائلتين من المستوطنين انتقلتا الى منزلين يقعان في السوق الفلسطينية القديمة في المدينة.

مصادر
الرأي العام (الكويت)