في إطار ما يسمى خطة بوش الجديدة تحاول الإدارة الأميركية السيطرة على أوراق الأزمات المشتعلة في الشرق الأوسط، واللعب بها من جديد لحسابها الخاص وتسعى في الوقت نفسه إلى توريط أطراف عربية واقليمية اضافية في دعم وتمرير هذه الخطة سواء في لبنان أو العراق، أو فلسطين. وتزداد خطورة الوضع بعد تبلور ملامح المحور العربي ــ الاسرائيلي في شرخ الشيخ الأمر الذي يطرح تساؤلات مشروعة حول الدورين السعودي والاردني، خلال المرحلة القادمة. فالواضح أن واشنطن تدفع بالرياض نحو لعب دور جديد على مستوى الأزمة العراقية وعن طريق استمالة القيادات السنية ووضعها تحت العباءة السعودية الأمر الذي تعتبره واشنطن بمثابة نجاح في اختراق صفوف المقاومة العراقية المسلحة في الوقت الذي يرسم فيه اكثر من دور للأردن ولاسيما على مسار القضية الفلسطينية إذ يتجدد الحديث عن مشروع المملكة المتحدة بين الأردن والضفة الغربية وهناك توجه من قبل حكومة أولمرت لدعم هذا المشروع وترويجه من جديد باعتباره أهون الشرين ويمكن أن يحل العديد من الاشكالات القائمة في الوضع التفاوضي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومن هذا المنطلق تشير التحركات المرتقبة في الشرق الأوسط وعلي جميع الساحات إلى أن الفترة القادمة ستحمل في طياتها الكثير من الأخطار والتحديات الدراماتيكية، وهي قد تصل إلى حد شن حروب كاملة ضد أكثر من طر محلي وإقليمي في المنطقة! وهناك خشية من أن يؤدي الانسحاب الأميركي المبكر من العراق إلى انفجار حرب أهلية شاملة ويبدو أن واشنطن تراهن على فشل هذه الحرب لكي تحافظ على مصالحها الحيوية والاستراتيجية في العراق، وما يمكن أن يحدث لاحقا هو مجرد حساب اضافي يمكن تجاوزه أو شطبه وفق الكاليكارتير الأميركي فالمهم هو الوصول إلى وضع تظهر فيه ادارة بوش وكأنها حققت اختراقا ما في الوضع الاقليمي.

مصادر
الوطن (قطر)