المصاعب في سوق الأسهم الاسرائيلية ليست نابعة من ظروفنا. وهي ايضا ليست مصاعب لسوق الأسهم الامريكية أو سوق العقارات الامريكية والعالمية – بل

المصاعب في سوق الأسهم الاسرائيلية ليست نابعة من ظروفنا.

وهي ايضا ليست مصاعب لسوق الأسهم الامريكية أو سوق العقارات الامريكية والعالمية – بل كانت وبلا شك نابعة من الفقاعة الأكثر كبرا في العقد الاول من القرن الواحد والعشرين.

هذه مصاعب تعود الى المزاج القومي الامريكي.

الامريكيون غارقون في مرارة سوداء.

الأمة الفوق تفاؤلية الامريكية تُعبر عن مظاهر الضيق والازمة.

"عهدنا الذهبي قد ولّى"، كتب في هذا الاسبوع الصحفي الامريكي واسع التأثير مورت زوكرمان.

استطلاعات الرأي التي أُجريت من قبل مجموعة من الأطراف ذات العلاقة مثل "وول ستريت جورنال" وشبكات الـ ان.بي.سي و سي.بي.اس التي أُجريت قبل انهيار الجسر من فوق نهر المسيسيبي توصلت الى نتائج متكدرة:

19 في المائة فقط من الامريكيين يعتقدون أن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح، بينما كان 70 في المائة على قناعة بأن بلادهم ذاهبة نحو الضياع.

أكثر من ثلثي المواطنين الامريكيين على قناعة بأن الركود الاقتصادي العميق قد وصل، أو أنه سيصل في المستقبل القريب – رغم المعطيات الاقتصادية المحلية الايجابية.

وليس هناك من يحول دون قدوم هذا الركود:

32 في المائة فقط من الامريكيين، أي أقل من الثلث، أعطوا الرئيس بوش علامة ايجابية على أدائه. هذه درجة في الحضيض (تقريبا) لكل الأزمنة في شعبية الرئيس.

الكونغرس، حجر الزاوية للديمقراطية الامريكية، يعاني من صورة أكثر ترديا: 3 في المائة فقط من مواطني الولايات المتحدة يُقدرون عمل الشيوخ بصورة ايجابية.

المصدر الاول للتشاؤم هو حرب العراق.

رغم تأثيرها المحدود على حياة المواطن اليومية، إلا أن اخفاقاتها تُخيم على كل المجالات حتى مستوى مكانة امريكا الاعتبارية في نظر مواطنيها ذاتهم.

لم نعد دولة عظمى قائدة وناجحة – قال الامريكيون بلهجة تقريرية.

ولكن من يعتقد بأن انهاء حرب العراق سيبدد الاكتئاب الامريكي، مخطيء في ظنه.

44 في المائة من مواطني الولايات المتحدة قلقون، حتى قلقين جدا، من النفقات الصحية الباهظة ومن عدم وجود تأمين صحي شامل.

34 في المائة قلقون من فرار الاعمال الجيدة للدول ذات الأجر المنخفض.

22 في المائة قلقون من الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

20 في المائة فقط (!) قلقون مما يحدث في البورصة.

المعطيات الأخيرة ليست مفاجئة: المواطن الامريكي لم يعد مشاركا بصورة مباشرة في استثمارات البورصة منذ زمن.

هو اكتوى من التأرجحات الحادة في سوق الأسهم ونأى بنفسه عن وول ستريت وأخطائها.

الاقتصاد البيتي الامريكي يُسلم ادارة مدخراته القليلة في العادة لخبير مالي معين.

اذا ارتفعت السوق أو انخفضت يقرأ المواطن في المسيسيبي أو كولورادو عن ذلك في الصحف ويشد أكتافه فقط.

القطاع المالي هو الذي يتسبب بالأمواج في البورصة: جيش المحللين المضطرب وشركات الاستثمار العصبية والبنوك وصناديق الاستثمار وغيرها من الاوساط المالية.

وهل يثق المواطن الامريكي بهذه المؤسسات المالية على اختلافها؟

بالطبع لا.

16 في المائة فقط من المواطنين الامريكيين يعطون علامة ايجابية للصناعة المالية الامريكية. والادارة الفيدرالية تتمتع بنفس الدرجة تقريبا من المصداقية (16 في المائة).

التشاؤم وعدم الثقة والاحتقار لسلطات النظام الديمقراطي والرأسمالي تغلغلت عميقا في وعي الجمهور الامريكي.

جسور امريكا الآيلة للسقوط ليست فقط تعبيرا ملموسا عن الاهمال المتواصل للبنى القومية التحتية الأساسية بناءا على ذلك، بل انها ايضا رمز لانهيار المؤسسات الريادية في المجتمع الامريكي من الداخل.

سنشهد "اياما سوداء" غير قليلة – وليس في البورصة فقط.

لان المسألة لا تتعلق بالاقتصاد هذه المرة يا غبي! – المسألة تتعلق بالثقة والايمان.

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)