الدليمي يهاجم الجولة لتحويل الأنظار عن تمزق الحكومة

قادماً من تركيا، بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس زيارته الأولى منذ حوالي السنة إلى طهران للحصول على دعم إيران التي يتهمها الأميركيون بأنها تزود الحركات المتطرفة العراقية بالسلاح.. فيما اعتبر رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي ان زيارة المالكي إلى تركيا وإيران «في هذه الأيام جاءت لتحويل أنظار العالم عما تعانيه الحكومة العراقية من تمزق حقيقي».

ويلتقي المالكي الرئيس محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي وكبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي لاريجاني، وفقاً لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا). وتعود الزيارة الأخيرة للمالكي إلى إيران إلى 12 سبتمبر 2006.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لدى وصوله إلى طهران ان «هدف الزيارة تحسين علاقاتنا الثنائية وبحث القضايا التي تثير قلقنا، خصوصاً في المجال الأمني والتعاون الاقتصادي والتجاري. علينا التطرق إلى عدد كبير من المسائل».

وفي حين يقيم العراق علاقات جيدة مع إيران تتهم الولايات المتحدة بانتظام المجموعات المرتبطة بالجمهورية الإسلامية بتدريب حركات عراقية متطرفة ومدها بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران على الدوام.

ولا يزال الجيش الأميركي يعتقل خمسة إيرانيين أوقفوا في شمال العراق في يناير 2006 ويتهمهم بالانتماء إلى الحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي تنفيه طهران وتؤكد انهم دبلوماسيون. رغم ذلك، أجرت الولايات المتحدة وإيران عدة جولات من المحادثات حول الأمن في العراق برعاية سفيريهما في بغداد على التوالي ريان كروكر وحسن كاظمي قمي.

وتم تشكيل لجنة أمنية ثلاثية. وكان اللقاء الأول بين الولايات المتحدة وإيران في 28 مايو والثاني في 24 يوليو. وعقدت اللجنة الثلاثية اجتماعاً الاثنين. ولم يكن البلدان أجريا محادثات على مستوى عال منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 27 سنة.

وقال المالكي إن «هناك رغبة لدى الطرفين خلال هذه المفاوضات في مساعدة العراق للخروج من الأزمة». وأقر أن «ثمة صعوبات في الحوار وفي المفاوضات بين الجانبين». وقال «لكن هذه المفاوضات ستؤدي إلى حلول ايجابية وستسمح لنا بإرساء الأمن والاستقرار في العراق».

ووصل المالكي إلى إيران آتياً من أنقرة. ووقع البلدان أول من أمس في أنقرة وثيقة لمكافحة أنشطة المتمردين الأكراد الأتراك المتمركزين في شمال العراق.

وفي هذا الإطار، قال رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي ان زيارة المالكي إلى تركيا وإيران في هذه الأيام «جاءت لتحويل أنظار العالم عما تعانيه الحكومة العراقية من تمزق حقيقي». وأضاف إن «هذه الزيارات تأتي في وقت تتعرض الحكومة إلى هزة عنيفة وتصدع وانهيار، فبدلاً من ان يقوم المالكي بمعالجة الوضع داخل الحكومة، ذهب في زيارة إلى إيران وتركيا».

وقال الدليمي: «لا أعتقد ان زيارة تركيا ستساعده على حل المشكلات الخارجية مع الجانب التركي لأنه لا يملك أي سيطرة على إقليم كردستان، باعتبار ان لهم حكماً ذاتياً». وتابع: «إننا لا نعرف الضمانات التي أعطاها المالكي للأتراك لحل مشكلة وجود حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان».

وأوضح أن «المالكي لا يستطيع خلال زيارته إيران أيضاً ان يحل مشكلة التدخل الإيراني في العراق، باعتبار ان هناك أحزاباً داخل العراق تدعم الميليشيات التي تنفذ الأجندات الإيرانية».

ودعا الدليمي العشائر العراقية في الوسط والجنوب إلى «رفض هذا التدخل الذي بدأ بصورة واضحة في جنوب ووسط العراق، وتغليب المصلحة العراقية على كل المصالح والأجندات الخارجية».

وولش: الاجتماع الأميركي الإيراني لم يكن مثمراً

قلل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد وولش من شأن الاجتماع الذي عقده ممثلون إيرانيون وأميركيون في بغداد قبل يومين وتركز حول الأوضاع في العراق، ووصفه بأنه «لم يكن مثمراً».

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن وولش قوله في واشنطن ان الاجتماع «لم يكن مثمراً بالقدر الذي كانت تأمله الولايات المتحدة»، مضيفاً أن «الاجتماع مع هذا كان فرصة للقاء وجهاً لوجه لوضع القضايا على الطاولة وإسماع الطرف الآخر أسباب قلقنا». ودعا الإيرانيين إلى اتخاذ ما اسماه «الإجراءات الضرورية لتبديد هذه المخاوف التي تتمثل في الأخطار التي يواجهها العراقيون وأيضاً قوات التحالف».

من ناحية ثانية، اتهم وولش الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتسخين الأجواء في المنطقة. ووصف الرئيس الإيراني بأنه «عبارة عن فرن للغاز»، مضيفاً ان «الولايات المتحدة تنوي إطفاء لهيبه».

وكشف المسؤول الأميركي أيضاً عن وجود خلافات بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن اقتراح الرئيس جورج بوش بعقد المؤتمر الدولي المقبل في الخريف. وقال وولش ان «السعوديين يريدون للمشاركة في هذا المؤتمر أولاً تحقيق تقدم حقيقي وملموس قبل انعقاده». وأشار إلى ان السعوديين سينظرون بجدية في المشاركة إذا تلقوا الدعوة إليه، مضيفاً ان هناك إشارات مشجعة تصدر عن الرياض.