دافع الضرائب الأميركي مستعد على الدوام ليدفع ثمن المعدات التي ترسل للجنود الأميركيين من أجل تمكينهم من الدفاع عن أنفسهم في العراق، ولكن من الصعب على أي مواطن أميركي أن يقبل بأن تستخدم الأموال التي يدفعها لتسليح المتمردين العراقيين الذين يهاجمون دون هوادة القوات الأميركية ويوقعون في صفوفها أفدح الخسائر، والسبب في ذلك يعود إلى سوء الإدارة الكارثي الذي تظهره البنتاغون.

يقول مكتب المحاسبة الحكومي الأميركي ان أكثر من 100 ألف قطعة كلاشينكوف هجومية و80 ألف مسدس قدمتها واشنطن إلى قوات الأمن العراقية في 2004 و2005 قد اختفت، وبكل بساطة من السجلات، يضاف إلى ذلك ما سبق 100 ألف قطعة من ستر الحماية وعدد مماثل من الخوذات اختفت بدورها أيضاً.

هذه الأرقام هي الفرق بين ما قدم فعلاً وما هو موجود فعلاً لدى القوات العراقية، هذه الاقوال لم ينفها الجنرال ديفيد بتراوس القائد العسكري الأميركي الأول في العراق، الأسلحة المفقودة تعادل حوالي 30% من اجمالي الأسلحة التي قدمتها واشنطن للعراقيين منذ مطلع هذا العام، بعض هذه الأسلحة أخذ طريقه إلى السوق السوداء وعلى الأغلب انتهى المطاف ببعضها إلى يد الميليشيات المتمردة التي تقاتل الأميركيين.

في السابق كانت وزارة الخارجية هي من يشرف على برامج تدريب وتسليح القوات العراقية.

الذي حدث أن البنتاغون أصرت على تولي هذه المسؤولية، اضافة إلى مسؤوليات كثيرة ليست من اختصاصه، وظهر مع مرور الوقت انه لم يكن مؤهلة لتولي هذه المسؤوليات بسبب الفشل الذي تم تسجيله والذي دفع الأميركيون والعراقيون على حد سواء ثمناً فادحاً له.

وقف البنتاغون وبكل رعونة لتتحدى وزارة الخارجية وخبراءها الذين امضوا الكثير من الوقت في التفكير في أفضل السبل لإدارة العراق في الفترة ما بعد صدام، البنتاغون فشلت في سياسته وبامتياز، ولم تكتفي بذلك فقط، بل عرضت حياة الجنود الأميركيين للمزيد من الاخطار.

لقد انفقت الولايات المتحدة حتى الان 19 مليار دولار وهي تحاول تطوير قدرات قوات الأمن العراقية دون تحقيق أي نتائج حقيقية ذات مغزى.

في الشهر الماضي ذكر تقرير أن البيت الأبيض وقد أحصى وجود ست كتائب عراقية قادرة على خوض أي مواجهات دون دعم أميركي، وهذا الرقم هو أقل مما كان عليه في مارس الماضي.

انه لأمر سيئ أن تدعم واشنطن الآن ورسمياً جيشين متقاتلين يخوضان حرباً أهلية شرسة وهما الحكومة العراقية التي يغلب عليها الطابع الشيعي، والميليشيات السنية التي تقف القاعدة إلى جانبها خاصة في الانبار، ان جنودنا يدفعون ثمن أخطاء قيادة من المفترض انها حريصة على حياتهم.

مصادر
الوطن (قطر)